Saturday  15/10/2011/2011 Issue 14261

السبت 17 ذو القعدة 1432  العدد  14261

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

- خلال الأسبوع الماضي حدثت عدة مواقف مع (البارتشن)، وهو الحاجز العازل المتحرك الذي يستهلكه السعوديون، وهم سوقه الرائج في العالم، كما ذكر ذلك الزميل الدكتور محمد العوين في مقاله العميق الأربعاء الماضي.

- الموقف الأول الذي حدث لي مع (البارتشن)، هو أنني وأثناء حضور ندوة في قاعة بريدة في فندق الأنتركونتننتال فوجئت بحركة البارتشن، حيث رأيته (يزحف)، أي والله (يزحف) باتجاه القاعة المخصصة للرجال لكي يوسع للنساء، حيث كان وجودهن الكبير مفاجئاً لمنظمي الندوة.

- ومع أن كثيراً من الزميلات قرأن هذا الحدث بأنه تهميش للنساء، وأن منظمي الندوة يضعون النساء في أماكن جانبية وغير ذات مميزات، لكنني كنت سعيدة بالزحف ذاته، فقد قرأته من منطلقات نسوية حيث تزحف النساء وتحتل المساحات تباعاً وتجعل من الواقع يتغير لأجل وجودها وفي حضرته، إنها ضجيج حافل بالحضور والإصرار واليقين بأن الأبواب كلها ستفتح لها حيث جدَّتْ في طرقها وأصرَّتْ وصبرت وجالدت وتسلحت بالرؤية الشاملة والوعي والثقافة الجادة.

- (البارتشن) حالة سعودية خاصة لكنها ليست سيئة، فقد كانت وسيلة مهمة لجعل النساء في مكان الحدث وعلى مستوى (شبه) واحد من المشاركة والشراكة مع أشقائها الرجال.

وكانت (الباراتشنات) من المحاولات المتواصلة والجادة لتجاوز تلك المرحلة الكبرى من العزلة والإبعاد، حيث عاشت المرأة أزمنة مصمتة تعاني الإقصاء صوتاً وصورة!

- أنظر لـ(البارتشن) بشيء من الامتنان، فقد كان اكتشافاً سعودياً لمخاتلة النسق الاجتماعي وإجباره على قبول شراكة المرأة صوتاً وسماعاً.

- السيىء في (البارتشن) هو ما يحدث في المطاعم حيث يكون (بعضها متحركاً)، فخلال الأسبوع الماضي كنت أجلس في مطعم مع بعض الصديقات، وفي اللحظة التي اخترنا فيها الخروج وابتعدنا بمسافة قصيرة هوى البارتشن الذي أمامنا على طاولتنا، وكان من الضخامة بحيث يتمكن من كسر أيدي بعضنا وتحطيم رأس بعضنا الآخر..

- ضخامة (البارتشن) مخيفة، وفكرة سقوطه تثير الخوف أكثر، لأنها حتماً ستؤدي إلى سقوط ضحايا، لذلك أنا مع (البارتشن أبو عجل) الذي يمكن التحكم به حسب الحالة العامة التي فرضت وجوده.

وعلى كل فـ(البارتشن) من رفقاء رحلة حياتي الجميلة في وطني الجميل، فقد تدرج من الحديد إلى الجبس إلى الفلين، وصار بعضه الآن (بارتشن) شجري جميل يهبك شعوراً بأنك تجلس في حديقة وليس في قاعة محاضرات. و(البارتشن) يستحق قراءات متعددة بوجوه متعددة، فهو حمَّال أوجه!!!

f.f.alotaibi@hotmail.com
 

نهارات أخرى
زحف (الباراتشن) الجميل!
فاطمة العتيبى

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة