Saturday  15/10/2011/2011 Issue 14261

السبت 17 ذو القعدة 1432  العدد  14261

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لقد كان إعلان إطلاق ألفٍ وسبعة وعشرين أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال الصهيوني، بوَّابة من بوّابات الفرح التي فتحت على قلوب الأسرى وذويهم، وقلوب المسلمين في كلِّ مكان، بل وقلوب البشر الأسوياء الذين يحملون الشعور بالرحمة للناس.

خطوةٌ جميلة وصورة من الصوُّر التي تسعد بها النفس ويفرح بها القلب، وكيف لا يسعد الإنسان وهو يرى سبعاً وعشرين امرأة فلسطينية كنَّ أسيرات في سجون الأعداء يخرجن من هذا العذاب الشديد إلى فضاء الحرِّية والإحساس بالأمان؟

وكيف لا يملأ السرور قلوبنا ونحن نرى ألف أسير عاشوا في سجون أعدائنا سنوات طوالاً عانوا فيها من الظلم الظاهر والخفيِّ ما تنهدُّ أمامه العزائم، لولا لطف الله، الذي يسعف عباده المظلومين بالصَّبر والصُّمود.

إنه لأمر مبهج أن يحدث هذا الإطلاق في هذه المرحلة المضطربة من مراحل القضية الفلسطينية المعقَّدة، وهو نافذةٌ من نوافذ الأمل التي يجب ألاّ نغلقها أبداً، توحي إلينا بإعلان (الإطلاق الأكبر للأسير الأكبر «المسجد الأقصى») الذي نرجو أن نسعد به - جميعاً - قريباً بإذن الله تعالى، وهي نافذة تجعلنا نتطلّع إلى إطلاق من بقي من الأسرى في سجون الأعداء، بل إلى إطلاق كل أسير مظلوم مهضوم الحق على وجه الأرض.

إنَّ مصيبة الأسر من أعظم المصائب في هذه الدنيا، خاصة إذا كانت مرتبطة بسجون ظالمة غاشمة، لا ترعى حُرْمَة أسير، ولا تحفظ كرامة سجين، إنّها المعاناة المزدوجة التي يعيشها الأسير وجميع من لهم به علاقة من أهلٍ وأقارب وجماعة، بل يعيشها كلّ من يشارك الأسيرَ همَّه وقضيّته ودينَه، وهذا ما يجعل التفاعل معها من أعظم الأعمال التي يُرجَى من ورائها الأجر، والنصر، وتنتظر منها نتائج العزَّة والكرامة.

إنّ الإنسان الكريم - صاحب الهم والرسالة - هو الذي يتذكَّر الأسرى والسجناء بدعائه، وبذله وعطائه، وسعيه - على قدر استطاعته - في سبيل التخفيف عنهم، وإطلاقهم، ورعاية أحوال أهلهم الذين يتجرّعون مرارة الحرمان ليل نهار.

أعلن العدوُّ اليهودي عن إطلاق هذا العدد من الأسرى مقابل جندي يهودي واحد، فماذا سيكون مصير بقية الأسرى الذين يُعَدُّون بالآلاف؟ هل سينتظرون أسيراً يهودياً آخر حتى يكون لهم أملٌ في الإطلاق؟؟.

سؤال يتبادر إلى الذِّهن الجواب عنه (بنعم)، لأنّ دولة الاحتلال لا تعرف الرحمة، وإنما تعرف منطق القوّة والمقاومة الحقيقية، ومع ذلك فإنّ بوَّابة الأمل ستظل مفتوحة، ونافذته ستظل مشرعة، وقدرة الله فوق كل شيء.

نهنئ أهل الأسرى على هذا الإعلان البهيج، ونهنئ الأسرى على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم، ونهنئ فلسطين كلّها كما نهنئ الأمة الإسلامية على هذا الخبر الجميل، ونسأل الله أن يطلق سراح كلّ أسير وسجين مظلوم، وأن يطلق سراح بلاد المسلمين كلها من قيد الخلافات ومؤامرات الأعداء، ووهن النفوس إنه سميع مجيب.

إشارة: اللهم أطلق سراح أخينا حميدان التركي، وفرِّح قلوبنا جميعاً بخروجه، قريباً يا ربّ العالمين.

 

دفق قلم
إطلاق الأسرى وابتسامة الفرح
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة