Sunday  16/10/2011/2011 Issue 14262

الأحد 18 ذو القعدة 1432  العدد  14262

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

وصلنا خريف 2011 وما زالت أحداثها العنيفة! فماذا قبل وبعد 2011؟

ثقافتنا عربيا ما زالت -رغم استيراد تصاميم ناطحات السحاب- ثقافة آبار الماء وأنهاره والدفاع عن الحياض والتصدي لمن يشكك في أفضلية الورود وما زلنا نستنفر لحرب البسوس بسهولة.

وحضارة الغرب تصاعدت من الاستعمار الجغرافي في أصقاع الدنيا إلى خطط مستمرة همها السيطرة الاقتصادية والسياسية عن بعد وأن تحمي تدفق النفط في شرايين المصانع ووسائل النقل واحتياجات الوقود.

كلما قرأت تعبير «الربيع العربي» أشعر أن أحداً ما يحاول أن يقنعنا أنه موسم الإزهار, في حين زمن المنطقة ظل منكمشا, وتطورها علميا بطيئا ضعيفا, وانفعالاتها مهمشة. هل يهدف تكرار مصطلح «الربيع العربي» أن ينسينا: أن الإزهار القائم في منطقتنا العربية جاء إثمارا لعطاءات آبار الذهب الأسود في الخليج سواء لسكانها أو للعمالة المهاجرة من الدول المجاورة؛ وليس فيض اهتمام الغرب بنا أو بهم لسواد أعيننا؟.

هل النتيجة المطلوبة إيصال العدالة إلى الشعوب؟ أم إيصال رسالة إلى الحكام أنهم ليسوا محميين من التغيير خاصة إذا همشوا مصالح الغرب؟ أهي تأثيرات نفسية مدروسة مقصودة عبر تدجين اللغة وتدجيج المصطلحات؟

ثورة بعد ثورة تجتاح العالم العربي؟ هل جاءت عفويا أم نتيجة ل2001 و1991 وهلم بحثا, عقدا قبل عقد حتى 1941؟ منذ حرب الحلفاء ودول المحور وتآمرهم على من سموه «الرجل المريض» الذي رفض أن يسلم لهم القدس. ورغم هذا نجحت المؤامرة بنكبة فلسطين.

وكاد الأمر ينتهي بزرع إسرائيل ؛ لولا ظاهرتين بيئيتين:أن العربي مثل الجمل لا ينسى مرابعه, ولا من ظلمه. وأن النفط غيّر أهمية أرض الجزيرة.

لنقف متأملين متسائلين: منذ 2001 استمر استغلال تهمة الإرهاب والعدوانية مركزة في ساحة الشرق الأوسط عربا ومسلمين تحت نفس الفكر الساعي للتحكم بالموارد؛ إن لم يكن بإغواء الأنظمة الرسمية، فبتأجيج الشعوب. ونحن شعوب جلها شباب تحت العشرين؛ لم يعرفوا الديمقراطية إلا افتراضيا, لا في الجمهوريات ولا في غيرها. وأغلبهم لم يغادر الحدود ولكنهم أطلوا على مرابع الآخرين عبر تقنيات تواصل حديث تتحدى كمامات الإعلام أو التعتيم أو التكميم الرسمي ؛ فهل درس ظاهرة الشباب واستغلها من يهمه ما يحدث في أراضينا: فوقها وتحتها؟ جيل شبابنا التقنيين هل تعلم الثورة من أجداد ثاروا على مستعمر؟ أم جاء الغليان بفعل فاعل سربها لأذهانهم تقنيا؟ هل هي مطالبات مشروعة بحقوق مفتقدة؟ أم تحريك الشوارع لتسقط الأنظمة؟

ومن وراء التحريك المستتر؟ ولماذا؟

هل القصد تحريك مشاريع الإصلاح والتطور؟ أم ضمان حمولات النفط؟

من الذي كان وراء اغتيال علماء العرب والمسلمين في علم الذرة؟

لماذا بعض الثورات تستدعي مساندتهم وبعضها يوأد في المهد؟

لتحقيق غايات لا تمت لأمن أية دولة في المنطقة.. سوى إسرائيل!

ماذا كان الأسبق؟ استنبات إسرائيل في المنطقة العربية أم التأكد من احتياطي النفط في منطقة الخليج؟ هل استنبتت «دولة إسرائيل» إرضاء لليهود الذين لم يهموا أحداً حتى ذلك الحين, لتكون وطنا قوميا كما وضحت اتفاقاتهم الخفية؟ أم التقت مصالح جون وكوهين وتوقيع بلفور لتأسيس كيان يحمي مصالحهم الاقتصادية في خارطة المنطقة؟

كان هناك خط أنابيب نفط ينتهي بميناء حيفا وبانياس وأوقف! فهل كان للنفط وتحولهم إليه بعد الفحم كوقود جذري دور في رسم الخارطة؟

عقود من غبن الانتداب الغاشم والحزن الجاثم والغضب المؤطر غريزة التحرر أزهرت فيها الثورات ضد المستعمر الغربي, وأنتجت استعباداً محلياً فهل تعلموا الدرس وقرروا أن أفضل إستراتيجية هي أن يحولوا غضبنا داخليا لنلتهي عنهم ريثما يحققون تغيير الخارطة إلى ما يناسبهم؟

 

حوار حضاري
تأملات الخارطة 1-3: الربيع والآبار؟
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة