Sunday  16/10/2011/2011 Issue 14262

الأحد 18 ذو القعدة 1432  العدد  14262

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

مما لا شك فيه أن حياتنا المعاصرة تخلق مشاكل صحية كثيرة لنا، ومن أبرز ذلك الجلوس الطويل، والذي تطرقنا له في موضوع سابق ورأينا الضرر البالغ الذي يسببه هذا للجسم، ولذلك فقد زادت أوزان الناس كثيراً في العقود الأخيرة، والجميع يحاول إنقاص وزنه بطريقة أو بأخرى، وأبرزهن الرياضة والحمية. لكن المشكلة في الحمية أنها غير عملية ودخيلة على نظام الشخص، فأي إنسان قضى سنين طويلة وهو على نظام غذائي معين فلن يستطيع أن يقلب نظامه من أصله بين يوم وليلة ويستمر على هذا المنهج بقية حياته، لهذا تجدون أن الغالبية الساحقة من الناس يتبعون حمية معينة لأسبوع أو أسبوعين ثم يتركونها. لطالما عشقت الرياضة، ورغم أن مظهري قد يكذّب هذا الزعم إلا أني صادق! الرياضة أعطتني أفضل النتائج عندما اتبعتها، ولكن مشكلتي كانت هي نفس مشكلة معظم الناس الذين اتبعوها ثم تركوها، وهي أن نتائجها لا تظهر بسرعة. الحمية تُنقص الوزن بسرعة، والناس يقارنون هذا بالرياضة، فإذا لم تظهر نتائج خلال عدة أيام أهملوها، وهنا الخطأ، فالرياضة تحتاج وقتاً لتظهر نتائجها. وعكس الحمية فإن نتائج الرياضة عندما تظهر فإنها تبقى طويلاً، لأن الوزن الذي تفقده بالرياضة لا يعود إلا بصعوبة، بينما الوزن الذي تفقده بالحمية يعود بمجرد تركك لها، ناهيك عن أسباب أخرى تدعو لممارسة الرياضة غير إنقاص الوزن، أبرزها الصحة العامة والشفاء بإذن الله، فهذه تحث على ممارسة الرياضة للجميع سواءً كانوا نحيلين أم سمينين، فالنحيل إذا كان كثير الجلوس وقليل الحركة فلن يحميه نحفه من أمراض القلب والسكر وغيرها من أمراض العصر. وقد تحدثنا في موضوع سابق عن الرياضة وفوائدها، وذكرتُ فيه بشكلٍ مختصر شيئاً يسمى الرياضة المفَتَّرَة وهي نوع جديد من الرياضة، وهذه أقرأ باستمرار عن فوائدها الجمة في إنقاص الوزن وتقوية القلب، وأنها أفضل بكثير من الرياضة العادية، وطريقة الرياضة المفَتَّرَة هي أن تمارس نفس الرياضة ولكن على فترات. مثلاً، خذ جهاز توقيت صغير مثل ساعة التوقيف واركض بسرعة عالية لمدة 10 ثوانٍ ثم ارتح لمدة 20 ثانية، هذه أول دورة، ثم اجرِ 10 ثوانٍ أخرى بسرعة وارتح 20 ثانية، وهكذا، حتى تُنهي 12 دورة مثلاً. بدأ العالم الحديث في اكتشاف الفوائد العظيمة لهذا النوع من الرياضة، فمن ناحية حرق الدهون فهي أنفع وأقوى، ذلك أنك لو هرولت بسرعة معينة مثلاً لمدة 60 دقيقة متواصلة فإن حرق الدهون يتباط، بينما لو مارستَ الرياضة المفَتَّرَة لعشرين دقيقة لحصدت من المنافع أكثر من ذلك، حيث أن دراسة كندية نُشرت عام 2006 وجدت أن ممارسة ساعتين ونصف من الرياضة المفترة تؤتي من المنافع نفس ما مارسه شخص قضى 10 ونصف ساعات في الرياضة العادية، أي أن الرياضة المفَتَّرَة أنفع من العادية 4 مرات. ليس للناس العاديين فقط بل حتى الرياضيين المحترفين ذوي اللياقة العالية يستفيدون منها، ففي دراسة أجريَت على مجدفين محترفين وجد الباحثون أن أداءهم تحسن بنسبة 2% بعد 7 حصص فقط من الرياضة المفَتَّرَة! حسب النتائج التي وجدتها الكلية الأمريكية للطب الرياضي فإن حرق الدهون أكثر كفاءة عندما تكون الرياضة عبارة عن حصص قصيرة بالغة السرعة والجهد مثل ما في الرياضة المفترة، ووجدوا أن هذا أنفع من حصص طويلة تلتزم بنفس المجهود الثابت حتى لو كان شاقاً. من المهم التدرج، فالذي لم يتريض لفترة طويلة عليه أن يبدأ ببطء والأفضل دائماً استشارة طبيب خاصة لمن يعاني أي مرض قد يعيق الرياضة أو يزداد منها سوءاً. ومن المهم التحمية لكيلا يتفاجأ الجسم بالمجهود المفاجئ ويتعب بسرعة. أحثكم ونفسي على الحركة المستمرة، وأضمن لكم ألا تندموا.

 

الحديقة
قم.. تحرك.. اركض.. اقفز !
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة