Thursday  20/10/2011/2011 Issue 14266

الخميس 22 ذو القعدة 1432  العدد  14266

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

المرض من أقدار الله المؤلمة التي تجري على بني آدم في هذه الدنيا، وكما أنَّ للصحيح المعافى مسلماً كان أو كافراً حقوق في الإسلام، وللميت حقوق، وللغريب وابن السبيل حقوق، وللشيخ الكبير حقوق، وللطفل الصغير حقوق، وللمرأة حقوق، وللزوج حقوق، ولـ...حقوق، وللمريض حقوق أياً كان هذا المريض، فكيف إذا كان ولي أمر المسلمين وقائدهم، كيف إذا كان المريض خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أتعب نفسه من أجل رخاء شعبه وسعادتهم، وربط عافيته وصحته براحتهم وسلامتهم (مدام أنتم بخير فأنا بخير).

لقد تردد السؤال عن حال الملك منذ شاع خبر عقده العزم -حفظه الله ورعاه- إجراء عملية جراحية عاجلة. وتحسس الناس وبدأ التخوف والوجل والكل يطمئن نفسه بأنها بإذن الله ليست صعبة وإلا لترتب على ذلك سفره إلى خارج المملكة، وانتظر الناس حتى جاء الخبر المفرح مساء يوم الاثنين الماضي بنجاح العملية الجراحية التي أجريت في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض.

الحمد لك يارب.. لقد كان السؤال الشعبي عن الوضع الصحي لخادم الحرمين الشريفين فضلاً عن أنه حق من حقوق المسلم - كما أسلفت - منبعث عن الحب الحقيقي بدلالته الواسعة ومضامينه المتعددة..

- الحب أولاً لشخص عبد الله بن عبد العزيز الذي عمر ما بينه وبين ربه ووصل ما بينه وبين شعبه فبادله الكل الصغير والكبير المرأة والرجل حباً بحب ووفاءً بوفاء، تولد عن هذا الحب الكبير سؤال دائم عن حال عبد الله بن عبد العزيز مع رجاء العزيز الكريم بأن يمد في عمر أبي متعب ويبارك في جهده وينعم عليه بثوب الصحة والعافية.

- الحب ثانياً لأنفسنا لأولادنا لأوطاننا لعروبتنا لربيع أمتنا للإنسانية حولنا، فالقائد الفذ والملك أو الرئيس الصالح المصلح الذي يقود هو بنفسه معركة الوطن ضد الفساد، ويعلن أمام الجميع وعبر وسائل الإعلام المختلفة أنه بحاجة لدعاء شعبه، وأنه لم ولن يساوم على عقيدته ووطنه، وأن أعداء هذا الكيان العزيز المملكة العربية السعودية هما الإرهاب والمخدرات، وأن الحوار مع المخالف هو الطريق الأول المطروح أمام الجميع من أجل سعادة البشرية وسلامتها، فالله هو من قال قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ .. أقول إن رجلاً بهذه المواصفات عملة نادرة في المعترك السياسي اليوم خصوصاً الإسلامي منه وعلى وجه أخص العربي تحديداً. ولذا فنحن إزاء الرجل الألف في زمن الانكسار العربي المشين.

إن حق عبد الله بن عبد العزيز وهو على سرير المرض أن نسأل الله عز وجل لوالدنا ورمزنا الأبي الشفاء العاجل والسلامة من كل داء، ولا أبالغ إذا قلت أن الشعب كل الشعب كانت منهم المبادرة لسؤال الحي القيوم بأن يعجل بالشفاء، وما ذلك على الله بعزيز.

أما حق العيادة الذي نصت عليه الشريعة الإسلامية، فأنا أكاد أجزم أن الكل يتوق أن يتحقق له ذلك وإن تعذر عليه زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز جسدياً فهو قد زاره بمشاعره وأحاسيسه التي لا تكذب خاصة حين يكون المزار رجلاً بقامة ومنزلة وإخلاص ووفاء وصدق عبد الله بن عبد العزيز.

حفظ الله لنا قادتنا وسلم لنا وشفى خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز. ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
طهور إن شاء الله
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة