Thursday  20/10/2011/2011 Issue 14266

الخميس 22 ذو القعدة 1432  العدد  14266

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

تقول الأنباء المتسربة عن طهران إن هناك اتجاهاً نحو محاولة امتصاص الغضب الدولي على محاولة مقتل السفير السعودي في واشنطن من خلال التحقيق والتحري ورصد التهمة والتأكد منها، ومن مصادرها، بعد أن نفت إيران في البداية التهمة جملة وتفصيلا، واعتبرتها (مؤامرة) على إيران الثورة، وإيران الممانعة، وإيران عدوة الصهاينة، المطالبة بتحرير القدس. الموقف الجديد لإيران أملاه على ما يظهر أن التهمة والشواهد والإثباتات لا يرقى إليها الشك، فوجدت أن تغطية الشمس بغربال لن يجعلها تفر من المسؤولية، فاتخذت هذا التوجه الجديد، الذي قد يُعطيها الفرصة لإلصاق التهمة بأحد الأجنحة في الداخل الإيراني، ومن ثم محاكمة المسؤولين عن هذا الجناح وعقابهم، أملاً أن تنتهي القضية عند هذا الحد.

إيران عنصر خطر في المنطقة، وسبب رئيس لأغلب المشاكل في المنطقة، ولا تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتحاول أن تحشر أنفها في أية قضية تجد أنها ستخلق لها موضع قدم في هذه الدولة أو تلك، وتنصر هذا على هذا، لأسباب قد تبدو طائفية لكنها في العمق تصب في مصالح إيران الإستراتيجية ورغبتها الجامحة في الهيمنة على قرارات الدول في المنطقة. ولعل افتضاح أمرها في مؤامرة اغتيال السفير السعودي كان بمحض الصدفة، فلو أن عميلها استطاع بالفعل أن يصل إلى عصابات المخدرات المكسيكية ودفع لهم هذا المبلغ الكبير من المال (مليون وخمسمائة ألف دولار) لنفذت العملية، وسجلت على أنها انتقام من القاعدة لمقتل ابن لادن والعولقي، وأفلتت إيران من المسؤولية، مثلما أفلتت من مسؤولية اغتيال الحريري، وكذلك الأمر في كثير من الجرائم التي مرت دون أن نكتشف أنها دُبرت من إيران، وسوف تكشفها الأيام حتماً.

وفي تقديري لا بد من كبح جماح إيران، ومحاصرة تدخلاتها في المنطقة، وتأجيجها للطائفية في أبشع وأقبح صورها. المنطقة بمثابة عصب الحياة بالنسبة للاقتصاد العالمي. فأي أزمة في الخليج العربي يعني أن هذه الأزمة ستنعكس على أسعار البترول؛ فسعر النفط مرتبط ارتباطا وثيقاً باستقرار المنطقة، استقرارها يعني أن أسعار النفط ستستقر إلى حد كبير، واضطرابها يعني أن أول المتضررين من هذا الاضطراب أسعار النفط. وطالما أن إيران تفتعل المشاكل، وتحشر أنفها في قضايا دول الخليج، فتؤججها كما حصل في البحرين مثلاً، فإن المنطقة ستبقى دائماً عرضة للا إستقرار والاضطراب السياسي، وقد تفلت إحدى هذه المشاكل، طالما أن إيران تنفخ في نيرانها، لتشتعل وتتصاعد، ويصعب السيطرة عليها في النهاية، وتنتقل إلى بقية أجزاء المنطقة؛ عندها قد تصل أسعار النفط إلى مستويات لا يتحملها الاقتصاد العالمي.

إن تراخي المجتمع الدولي في التعامل مع إيران بحزم قد يكون له عواقب وخيمة على استقرار المنطقة، فهي لن تكف عن التدخل الطائفي في مناطق الجوار، وفي الوقت ذاته لو أنها انكفأت على مشاكلها الداخلية، وإصلاح اقتصادها، سوف تفقد (فزاعة) العدو الخارجي، وفقدانها للفزاعة الخارجية سيجعل الإنسان الإيراني كأي إنسان آخر يسأل عن دخله أين أنفقه الملالي، ولن يجد الملالي لهذا السؤال إجابة. من هنا تبدأ النهاية؛ وهذا ما يدركه الملالي تمام الإدراك؛ لذلك فإن تأزيم العلاقات مع الخارج، ومع أمريكا والغرب على وجه الخصوص، هو بمثابة شرط الضرورة لبقاء النظام، لذلك لن يفرطوا بشرط بقائهم.

إلى اللقاء.

 

شيء من
الموقف الإيراني الجديد
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة