Friday 21/10/2011/2011 Issue 14267

 14267 الجمعة 23 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

النائم لا يتعثر، ومن يعمل ليس معصوماً من الخطأ، وما دام الخطأ جزءاً من العمل فإن النقد مثل الميكروسكوب يكشف الأخطاء ويساعد المؤسسات العامة والخاصة والأفراد على إصلاح العيوب وتطوير الأداء وتغيير المسارات الخاطئة وسلوك المسارات الصحيحة. في المجتمعات التي تؤمن بالمساواة ووقوف أفرادها على خط واحد دون منح أحدهم ميزة ترفعه لمستوى القداسة والحصانة من النقد يتطور الأداء وتتغير الأمور للأفضل عكس ما يحدث في مجتمع يجعل نقد هيئات معينة خروجاً عن النص وأمراً غير مقبول ووضع يحتاج لإعادة نظر وبحث عن دوافع الناقد وأنه لم يتجرأ على النقد المحظور إلا لأنه ناقم وحاقد أو صاحب سوابق.

الشيخ عائض القرني أعادنا إلى ذات المربع الذي غادرناه من سنوات عندما قال وفقاً لما نشرته صحيفة سبق الإلكترونية بأن «الذين يهاجمون هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الغالب ضبطوا متلبسين بمخالفات شرعية فسموا الهيئات بالطابور السادس». هذا الكلام قد يقبل من شخص بسيط أو عامي لا يملك المعرفة ولا الأدلة والشواهد التي تثبت صحة هذا القول من عدمه لكنه لا يقبل من شيخ وعالم جليل بقامة الشيخ عائض القرني لأنه بهذا الرأي ينفي عن الهيئة أيّ خطأ، ويضعها في مستوى القداسة والعصمة وفي نفس الوقت يعمم رأيه حين يؤكد بأن معظم منتقدي الهيئة هم من الذين ضبطوا بمخالفات شرعية، ورأي الشيخ بهذا التصور العام يسحب على عشرات الكتاب والكاتبات ومئات المثقفين والآلاف من أبناء المجتمع والذين يرون بأن للهيئة أخطاءً متكررة ربما لم يسمع بها الشيخ، وبهذا الوصف القاسي فهذه الشرائح المتنوعة من المجتمع ما هم إلا مجموعات من الشهوانيين وأرباب السوابق والحاقدين على الهيئة.

بهذا الرأي كأنما أراد الشيخ عائض سد كل أبواب ونوافذ النقد الموجه للهيئة وصادر آراء الناس، وهو بهذا الفعل يخالف توجه الهيئة الحالي المتمثل في الانفتاح على المجتمع وتقبل النقد وبذل محاولات التصحيح، فعلى خلفية قضية المرأة والنعناع في المدينة المنورة أصدر الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قراره بكف اليد لستة أعضاء من الميدانيين المتهمين بتعنيف المواطنة، اللافت في ثنايا القرار أن رئيس الهيئات قد كلف لجنة مختصة بمراجعة الأداء الميداني للعاملين في مراكز الهيئات في منطقة المدينة المنورة بناء على ملاحظات متكررة تم تسجيلها مما يدل على اهتمام مسؤولي الهيئة بالنقد ونظرتهم الجديدة للإصلاح وهو توجه نابع من إيمانهم بأن رجال الهيئة بشر يخطئون مثل ما يصيبون وأن دور الجهاز المركزي رصد الأخطاء والتوجيه نحو الإصلاح.

تعميم الشيخ القرني أو حتى الإشارة إلى أن أكثرية النقاد من أصحاب السوابق لا يمكن تقبله لأنه لا يوجد دليل يثبته فالمجتمع أيضاً يقدر أيّ إنجازات عملية للهيئة ومن أبرزها ما توجهه الهيئة من جهود لمراقبة السلوكيات الخاطئة وتوجيه مرتكبيها بالتي هي أحسن وبطرق حضارية، وانجازات الهيئة في ضبط المروجين وكشف أوكار الدعارة والمخالفات الدينية لكنه في المقابل يقف أمام بعض التصرفات الفردية من بعض أفراد الهيئة وخاصة ما يأخذ منها طابع السلطوية أو إطلاق الأحكام لمجرد الشك أو التجسس وربما هذا المسلك ما يعنيه من يتهم الهيئة بأنهم طابور سادس رغم تحفظي على هذا الوصف.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
الهيئة والطابور السادس
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة