Friday 21/10/2011/2011 Issue 14267

 14267 الجمعة 23 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

نهاية طاغية متكبر

 

مثل نهاية كل الطغاة جاءت نهاية معمر القذافي الذي وجد مقتولاً في أحد منازل سرت بعد أن نزف حتى الموت.

النهاية المذلة لطاغية ليبيا كانت متوقعة، مثل كل الطغاة الذين أذاقوا شعوبهم الويل والعذاب إذ ينتهون منبوذين تنتهي حياتهم برصاصة من ثائر استطاع الوصول إليه أو حتى من المكلفين بحمايته لأنه في النهاية يشكل عبئاً عليهم يتم التخلص منه حتى يتمكنوا من الهرب.

القذافي تُرك ينزف حتى الموت، وكان الثوار يأملون الوصول إليه وإنقاذه لتقديمه إلى محاكمة عادلة، إلا أن المنية طالته سريعاً، ووفرت عليه خزي المحاكمة والوقوف أمام من أذاقهم العذاب والذل والمهانة طوال 42 عاماً.

نهاية القذافي تعطي درساً إضافياً لكل الطغاة الذين لا يزالون يتشبثون بالحكم، فهؤلاء غاب عن أفئدتهم وعقولهم أن الله يمهل ولا يهمل، وعندما حانت ساعة نهاية الطاغية القذافي لم ينجيه أتباعه ولا من التف حوله من كتائب ومرتزقة شراهم بالمال، فعندما تحين ساعة المنية يتفرق الأتباع والحراس، وتنتهي حياة الطاغية دون أن تتاح للآخرين فرصة إنقاذ حياته، حتى الذين كانوا يطاردونه والذين كانوا يسعون لإنقاذ حياته حتى ينال جزاءه العادل عبر المحاكمة. ولكن الله لا راد لإرادته، أراد أن يخزي هذا المتكبر الذي كان يتطاول على الآخرين بنظرته المتعالية ويحرص على أن تكون نظرته دائماً إلى الأعلى، أراد الله له أن ينتهي منبوذاً في منزل مهجور، تركه أعوانه وحراسه ينزف حتى الموت.

نهاية مذلة عسى أن تكون درساً للطغاة الآخرين الذين لا يزالون يرتكبون الجرائم والموبقات ويواصلون قتل شعوبهم من أجل البقاء على دفة الحكم.

نهاية القذافي عبرة لمن يريد أن يعتبر وما أكثرهم من الحكام الطغاة الذين لن يكون مصيرهم بأفضل من مصير القذافي إن لم يكن أسوأ.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة