Saturday 22/10/2011/2011 Issue 14268

 14268 السبت 24 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

تُعتبر سياسة الاغتيال أداة؛ لإضعاف الخصم، والتأثير عليه، قائمة -مع الأسف- على مفهوم التصفية الجسدية، ولغة القتل، ومنطق العنف. وهي من أهم ركائز قيام الدولة الإيرانية، كونها نمطاً تقليدياً، تجاوز كل الأعراف الإنسانية، والمواثيق الدولية. فإيران لها رصيد حافل بضحايا الاغتيالات، لاسيما الاغتيال السياسي بفنونه، ووسائله المتعددة، وباعتباره الأكثر انتشارا، سواء من جهة البحث عن أسبابه، أو من جهة الأهداف المرجوة من تحقيقها، والتي تعكس -بلا شك- الخطورة، والإرهاب في ذات الوقت؛ من أجل تحقيق الهدف بأي وسيلة كانت، وبأي ثمن.

سجل إيران مملوء بالممارسات الخارجة عن القانون، واختارت هذه المرة أسلوباً قذراً، تمثّل في اغتيال سفير المملكة في الولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ/ عادل الجبير. فوصلت إلى نقطة اللاعودة، كونه أقصر الطرق، وأكثرها فعالية -حسب زعمهم-. وامتدت المساحة الجغرافية؛ لتصل أمريكا، واتفقت آلية التنفيذ؛ لتكون لغة القتل، دون ترك أي أثر يدل على الجاني، ضمن سياسة التأثر، والتأثير المتبادل على مدى سنين الصراع.

تحاول إيران إشغال المملكة، وزجّها في معارك هامشية؛ لثنيها عن أدوارها التاريخية، وعلى رأس أولوياتها: لعب دور محوري في إدارة الصراع في المنطقة؛ من أجل التوافق حول القضايا السياسية، والأمنية لدول الجوار. إضافة إلى سعي إيران لتكريس رياح الحقد بين مختلف الجماهير في الوطن العربي عامة، وفي المملكة خاصة، كل بحسب طوائفه، وأعراقه، وانتماءاته السياسية، والدينية. بل تعتقد إيران، أن ممارسات كهذه ستغير قواعد اللعبة، وستمهد الطريق أمامها؛ لتحقيق اختراقات جوهرية في الواقع السياسي للمملكة، وستفتح الأبواب أمام اضطرابات داخلية، في ظل ما يشهده النظام العالمي -اليوم- من تقلبات سياسية، وإقليمية دولية متعددة.

-كعادتها- سترفض إيران بشكل قاطع هذه الاتهامات؛ لتبعد الشك عن مصلحتها في عملية التصفية، وحتى لا تجلب السخط العالمي ضدها. والحقيقة الظاهرة، أن سلوك هكذا أسلوب، ما هو إلا هروب من التفكير العقلاني، الساعي إلى إيجاد حلٍّ للنزاع الدائر في المنطقة، من خلال منطق العقل، ولغة الحوار.

لا يمكن أن نتجاوز هذه الحادثة، دون أن نربطها بالإرهاب السياسي، والعنف الفكري، والذي يُعد صورة واضحة من صور الإرهاب؛ من أجل تحقيق مكاسب سياسية متطرفة على أرض الواقع. -ولا شك- أن عملاً إجرامياً كهذا، سيضع إيران في عزلة إجبارية. ولم يعد أمام العالم -اليوم-، سوى وقف الإرهاب الإيراني القادم، ومقارعته بوسائل سياسية أخرى عن طريق تقدير ردود الفعل، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية السعودي -الأمير- سعود الفيصل، من أن: «بلاده لن ترضخ لمثل هذه الضغوط، وأي تحرك تقوم به إيران ضد السعودية، سيقابل برد فعل محسوب».

drsasq@gmail.com
 

سياسة الاغتيالات الإيرانية..!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة