Monday 24/10/2011/2011 Issue 14270

 14270 الأثنين 26 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأولى

      

في فاجعة موته، مع ما تمثله وفاته من صدمة كبرى، حيث لوعة الفراق والحزن على ما آلت إليه الوفاة من فراغ كبير، إذا بهذا الحدث الجلل يفتح صفحات من التاريخ البهي لنتذكر الأمير سلطان بن عبدالعزيز من جديد، وهو الذي لم يغب أبداً عن ذواكرنا؛ حيث إضاءات دائمة منه لرجولة الموقف، وإشراقات مضيئة من تعامله الجميل، وبعضٌ من أثره على النفس، من خلال ذلك التعامل الإنساني المكسو بتواضع وأريحية، لا يجيدها إلا ذوو النفوس والهمم العالية.

***

فسلطان بن عبدالعزيز جزءٌ مؤثرٌ في تاريخ المملكة، وقامة كبيرة في بناء الدولة، ومجموعة رجال في رجل واحد، وفيه من التميز ما لا يمكن حصره في بضعة سطور، وهو في وفاته - كما كان في حياته - يمثل ظاهرة وعنواناً لكل ما هو جميل؛ إذ لا أعرف أن أحداً قال أو تحدَّث عنه إلا وكان حديثه عنه بكلمات هي من أعذب الكلمات وأنبلها وأصدقها في وصف سجاياه.

***

إنه سحابة خير، وغيمة حنان، ومطر ينهمر كرماً وعطاءً وخيراً وفيراً، ولا يُعرف عن هذا الفقيد أو يعرَّف به إلا أنه كان كامل الأوصاف؛ فقد رزق الله الأمير سلطان صفات السماحة والتواضع والعاطفة الجياشة، وميَّزه بالجود والسخاء وحب مساعدة الآخرين، بما لا تجد له مثيلاً.

***

فكيف بنا اليوم نودِّع ونبكي إنساناً هذه صفاته؟ وبأي أسلوب ولغة نعبِّر بهما عن لوعة الفراق وحزن الموقف؟ فيما أن حياته بأعمالها الجليلة ومواقفها المشهودة والمعتبرة والخالدة تذكرنا الآن بما كان بالأمس يسعدنا بها، ويمنح الراحة والاطمئنان لنا من خلالها، وكيف لأبناء الوطن، وفي يوم يجلله الحزن، أن يتعاملوا مع صدمة بهذا الحجم، غير الإيمان واليقين بأن هذا قدر أُمَّة محمد، وأن كل من على هذه الأرض فانٍ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

***

ما أسعدك يا سلطان؛ حبيباً تودِّع الحياة في شموخ وإباء وبرأس عالٍ، وهامة عزيزة، وسيرة حسنة، وتاريخ مضيء، وذلك بعد سنوات مشرقة ومضيئة من حب جمعك بغيرك، وتقدير نلت منه السنام؛ وبهذا يخلد الكبار، ويُحتفَى بالمميزين، وتبقى سيرهم ومسيراتهم محفوظة ومحفورة في الذاكرة وفي التاريخ المجيد.

 

آهات من حزن!!
خالد بن حمد المالك

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة