Monday 24/10/2011/2011 Issue 14270

 14270 الأثنين 26 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

رحيل الأمير العطوف

 

عمَّ الحزن، وتعاطفت جميع الدول مع السعوديين في مصابهم الجلل، بفقد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، فهي المرة الأولى ومن المواقف النادرة بل النادرة جداً، أن جميع الدول، بما فيها تلك الدول التي ليست لها علاقات مع المملكة العربية السعودية، وحتى التي تختلف معها في المواقف السياسية، تُجْمِعْ على حزنها وتأثُّرها برحيل الفقيد الأمير سلطان بن عبد العزيز.

لماذا هذا الإجماع الأممي حول محبّة إنسان اعتبره قادة الدول وكتّابها ومفكِّروها خسارة شخصية لهم ولبلدانهم؟

ببساطة.. لأنّ أفعال الأمير الراحل الإنسانية أطّرت شخصيته، وجعلت منه نموذجاً للرجل المعطاء الذي لا يبحث عن مجدٍ وعن ثناء، حيث كان يقدِّم العون لكلِّ من كان يسعى إليه ويطلب منه، دون أن ينتظر مردوداً، وعلى مستوى الأفراد لم يَعُد إنسان ما قصد الأمير سلطان بن عبد العزيز خائباً، سعودياً كان أو عربياً، مسلماً أو غير مسلم.. كان يتعامل مع الإنسان كإنسان محتاج، يحتاج لمن يقف معه ويساعده على تجاوز محنته.

ومع أنّ الأمير الراحل كان له الكثير من الإنجازات والمواقف السياسية، التي أثّرت كثيراً في مسار المنطقة العربية والعالم الإسلامي، بالإضافة إلى أعماله الكبيرة داخل المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، إلاّ أنّ الشخصية الإنسانية والبذل غير المحدود للأمير الراحل، حجب إنجازاته السياسية التي كانت مؤثِّرة جداً، فالعمل السياسي والإداري لرجل الدولة الذي اتسمت به أعمال الأمير سلطان بن عبد العزيز، استمدّت كثيراً من تركيبته الإنسانية، فكان وسيط سلام ناجحاً، وأنجز العديد من المبادرات والوساطات الناجعة بين الكثير من الفرقاء العرب وحتى المسلمين، وكان لدوره أثر كبير في الحد من النزاعات وحتى الحروب.

لكلِّ هذه المواقف المتميّزة، ولأعماله الإنسانية غير المحدودة التي تجاوزت حدود الوطن العربي والعالم الإسلامي، فقد حزن الجميع دون استثناء لفقده، إذْ برحيله يفتقد العالم أجمع إنساناً كان يتعامل مع الإنسان بروح الإنسانية، بتعاطفٍ ومحبّةٍ واستعدادٍ للمساعدة، وهي سماتٌ عُرف بها سلطان بن عبد العزيز وجُبِل عليها .... رحم الله الأمير الراحل الإنسان العطوف سلطان بن عبد العزيز وأدخله جنات النعيم.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة