Monday 24/10/2011/2011 Issue 14270

 14270 الأثنين 26 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

لقد ترك الدنيا بما فيها، ومَنْ فيها، ورَحَل، خلف كل شيء كان يملكه وانتقل. توفي «سلطان بن عبدالعزيز»، هذه الجملة الواضحة الصريحة، التي لا تزويق فيها ولا تزيين، ولا يستطيع أحد أن يعترض عليها، أو يماري أو ينكر، هذه الجملة التي لا تحتمل الشرح ولا التفصيل، ولا ترضى بالتفسير ولا التأويل، ولا تخضع للتغيير ولا التبديل.

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.

توفي ولي عهد بلادنا الغالية، سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أمضى سنوات طوالاً في موقع المسؤوليات الكبار في مسيرة بلد مبارك، جمع الله سبحانه وتعالى شمل قبائله تحت راية التوحيد على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- رحل عن الدنيا بعد زمن مخصب من العمل، والجهد، والبذل والعطاء وبعد سنوات من المعاناة، والمصابرة، منَّ الله عليه فيها بالمرض وهل المرض للمسلم إلا منّة من الله على عبده إذا صبر عليه واحتسب، يعظم به الأجر، وتمحى به الخطايا، وترتفع به منزلة العبد الصابر عند ربِّه سبحانه وتعالى.

رحل «أبوخالد» إلى رب كريم، غفور رحيم، وترك لنا من مسيرته في خدمة دينه ووطنه ودولته ما ليس يخفى على أبناء هذا الوطن العزيز وبناته، كما لا يخفى على كلّ من تعامل مع المملكة العربية السعودية في أي مجال من مجالات الحياة.

ما زلت أذكر فرحته بنتائج مسابقة القرآن الكريم العالمية للعسكريين في الاحتفال الذي أقيم بمناسبتها قبل أعوام في جدة حينما علم بما أحدثته هذه المسابقة من تأثير روحي كبير في نفوس من شارك فيها من العسكريين في أنحاء العالم الإسلامي، وقد شارك في ذلك الاحتفال بعض العسكريين الذين فازوا بجائزة حفظهم لكتاب الله من بعض الدول العربية التي لم تكن تسمح للعسكريين فيها بالانشغال بمثل هذه الأعمال الجليلة. كان فرحه -رحمه الله- كبيراً، وحينما سلَّمتُ عليه بعد إلقاء قصيدتي في تلك المناسبة، قال: أسأل الله ألا يحرمنا جميعاً من الأجر.

لقد كانت وما زالت مسابقة عظيمة الأثر، فهي من الأعمال التي يرجى أجرها العظيم عند الله عزَّ وجلَّ، لصاحبها وراعيها سلطان بن عبدالعزيز وللقائمين عليها.

اللهم اغفر له وارحمه وللمسلمين والمسلمات، وأحسن عزاء أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» وسمو النائب الثاني وزير الداخلية «نايف بن عبدالعزيز» وجميع إخوة الفقيد وأهله وأولاده، وأحسن عزاء الشعب السعودي الوفي.

أما أخوه الذي لازمه في مرضه ورحلاته العلاجية ملازمة الأخ المحب الوفي سمو الأمير «سلمان بن عبدالعزيز» فنزف إليه عزاءً خاصاً، ونسأل الله أن يُعظم له الأجر، ويملأ قلبه بالصبر.

وداعاً.. سلطان.. ونسأل الله لك من الله الرحمة والغفران، إنه أهل الفضل والإحسان.

 

وداعاً سلطان
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة