Tuesday 25/10/2011/2011 Issue 14271

 14271 الثلاثاء 27 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

فقيد الوطن

منوعات

دوليات

متابعة

زوايا

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد:

فقد فجعت الأمة الإسلامية والعربية بعامّة، والشعب السعودي بخاصّة، بوفاة سلطان الخير، وسلطان الحزم والقوّة، والشجاعة والجود والكرم، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خير الجزاء على ما بذله من نفيس جهده وماله ووقته وصحته في خدمة دينه وأمته السعودية، والعربية والإسلامية وأجزل له الأجر والمثوبة.

وبفقده فقدت الأمة الإسلامية أحد أبرز القادة المحنَّكين وأعظم الساسة في عصرنا الحاضر، امتدت آثاره، ومآثره ومواقفه الإنسانية، والبطولية الشجاعة، لتشمل جميع المناحي السياسية والعلمية والاجتماعية والعسكرية، وغير ذلك فقد كان - بحق وصدق- مشاركاً عظيماً في كل ما وصلت إليه المملكة من تطوّر ورقي وازدهار في جميع المجالات على المستوى الداخلي، وما تبوّأته من مكانة رفيعة وسمعة عالية على المستوى الدولي والعلمي، من خلال كونه أحد أركان الدولة السعودية، وأقطاب سياستها وأحد أهم صنّاع القرار فيها، إذ تولّى كثيراً من المناصب الحيوية في الدولة منذ نعومة أظفاره، فقد تولّى إمارة منطقة الرياض، ووزارة الزراعة ووزارة المواصلات ووزارة الدفاع والطيران منذ 1962م، وبلغ بها من التطوير والكفاءة والقوة وتزويدها بأحدث ما وصلت إليه التقنية الحديثة من الأسلحة البريّة والجويّة والبحريّة، مما جعل السعودية في مصاف أقوى الدّول في المنطقة عسكريّاً وعدّة وعتاداً.

ثم أصبح نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في 13 يونيو من عام 1982م، ثم وليّاً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في أول أغسطس 2005م إضافة إلى مسؤولياته العظيمة وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام.

ومع هذه المسؤوليات الجسيمة في المجال السياسي، والعسكري وبروزه كأحد أعظم الساسة المدنيين، وأقوى القادة العسكريين، فإن الجانب الإنساني والاجتماعي الخيري، كان أبرز السمات، وأجلى الصفات التي يعرفه بها العامة من الشعوب من داخل المملكة وخارجها، حتى إنه لا يكاد يعرف إلا بسلطان الخير، فأصبح ملاذ اليتامى، والفقراء، والمحتاجين، والمعوزين، والمرضى، من داخل المملكة وخارجها، وكان من أحب الأعمال إليه، وأقربها إلى قلبه، أن يزيل آلام المرضى، ويمسح دموع اليتامى، وينفِّس كرب المكروبين، وييسِّر عسرة المعسرين، ووصل به حب الخير إلى أن وقف أمواله على مؤسسته التي أنشأها للأعمال الخيرية التي تعد من أكبر وأعظم المؤسسات الخيرية في العالم، للأعمال الخيرية، كالرعاية الاجتماعية والصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة، والغايات النبيلة، التي يتطلب تفصيل المقال فيها مجلدات.

فرحم الله هذا القائد العظيم، وتغمّده بواسع رحمته وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

(*)وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية

 

في الرفيق الأعلى: سلطان الخير
سعود بن عبد الله بن طالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة