Wednesday 26/10/2011/2011 Issue 14272

 14272 الاربعاء 28 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

الإشتراكات

فقيد الوطن

مدارات شعبية

الرياضية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:

حمل أثير الخير الفوّاح أخباره السارة وبشائر نجاح العملية لخادم الحرمين الشريفين، وما منّ الله سبحانه عليه بالصحة والعافية، حيث استقبلها المواطنون في مدنهم وقراهم وباديتهم، بالفرح والسرور وبقلوب مفعمة بالحب والوفاء وألسنة تلهج بالثناء والدعاء إلى الباري عزّ وجل أن يطيل في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله ويرعاه ويديم عليه الصحة والعافية والهناء.

أمر طبيعي في حياة الناس، ولكن الأمور وتقاديرها بيد الله سبحانه، فقد قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم حين وعك يقول: «إني لأوعك كما يوعك الرجلان منكم».

فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق كان يوعك، وفي مرضه كان يتوعّك ويتألّم ويحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى فهو قدوة الخلق وسيّدهم، والأمراض بأنواعها وأشكالها تأخذ منا جانباً من حياتنا فتصيبنا، فمنا من يصبر ويحتسب ومنا من قد يتبرّم ويتسخّط ولا يصبر ويكثر من التوجُّع والتألّم والشكوى الدائمة، لذلك فإنّ المسلم الحق هو من إذا ابتلي صبر واحتسب، وإذا أنعم الله سبحانه عليه حمد وشكر.

ولا شك أنّ إصابة وسقم ولاة الأمر والعلماء ومن في بقائهم وتواجدهم صلاح للعباد والبلاد، أمرٌ يصيب المجتمع بالحزن والأسى، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شفاه الله وعافاه، وهو يقضي فترات النقاهة للعملية التي تكلّلت ولله الحمد بالنجاح لمواصلة العلاج - حفظه الله ورعاه - ذو مسئوليات جسام، والكل يتطلّع دائماً لمشاهدته وتواجده، ففي العام الماضي كان الشعب على موعد مع الحب والوفاء لمقدمه الميمون من رحلته العلاجية، بعد أن منّ الله عليه بالشفاء، وعاد غانماً سالماً إلى أرض الوطن والمواطنين.

اللهم اجعله شفاءً مقروناً بأجر وعافية تعقبها سلامة، ورجاء يتبعه أمل، اللهم اجعله شفاء لا يغادر سقماً، نسأل الله رب العرش العظيم، أن يديم عليك الصحة والعافية يا مليكنا المحبوب.

وألم الظهر ألم مبرح ومضن ويحتاج إلى علاج متواصل وصبر، تلك أمور مادية يشعر بها المرء أما إصابة الظهر المعنوية، وأقصد ما قد يمر بالمرء من فقد للعزيز وخاصة الأخ، هي بمثابة قاصمة الظهر، ولقد رزئ خادم الحرمين الشريفين بأخيه وعضيده وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - فكان ذلك مصاباً جللاً، فالإنسان وخاصة المسلم عندما يموت أخوه فيقال له انقطع ظهرك لما لأخيه من عون ومساندة له.

فإن كنا ونحن نعزّي خادم الحرمين الشريفين، لندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمّد الفقيد برحمته.

والعزاء لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، والأسرة الكريمة المالكة، وللشعب السعودي العزيز.

إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .

(*) مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة

alromis@yahoo.com
 

صبراً أبا متعب أعانك الله وشفاك
سعود بن عبدالله الرومي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة