Wednesday 26/10/2011/2011 Issue 14272

 14272 الاربعاء 28 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

الإشتراكات

فقيد الوطن

مدارات شعبية

الرياضية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

مسيرة حافلة وذكرى عطرة
أ.د. إبراهيم عبد الواحد عارف

رجوع

 

يعد الراحل الكبير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، رحمه الله، من الشخصيات السعودية البارزة التي لها بصمة واضحة، ودور مؤثر في التاريخ السعودي الحديث، إلى جانب مساهمته الفاعلة في تاريخ حكم المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.

وللفقيد (سلطان القلوب) مكانته الخاصة لدى السعوديين لما يتمتع به، رحمه الله، من حضور قوي فاعل، وشخصية قوية، جريئة وروح عطوف، ويد سخية كريمة؛ وابتسامة دائمة اشتهر بها. وللأمير الراحل تأثيره السياسي المهم بخبرته العريضة، وتجربته واضطلاعه بالمهام والمسئوليات الجسام للدولة في مختلف المجالات التنموية.

وبحكم رئاسته الفخرية، رحمه الله، للجمعية السعودية لعلوم الحياة التي تعد أولى الجمعيات العلمية في المملكة حيث أنشئت عام 1395هـ(1975م)، والتي أتشرف برئاسة مجلس إدارتها وجدت من سموه حرصه الكبير واهتمامه بحماية البيئة الطبيعية المحلية والحياة الفطرية في المملكة، ومكوناتها الحيوانية والنباتية من الانقراض الذي كان يهددها، حيث أمر ووجه ودعم، رحمه الله، بشكل مباشر برامج إعادة توطين الحياة الفطرية ومكوناتها، ورعى جهود حماية البيئة، ومول من ماله الخاص الدراسات والبحوث العلمية المعنية بتحليل المشاكل البيئية ووضع الحلول لها.

وبفضل الله ثم دعمه الكبير، يرحمه الله، استطاعت الجمعية خلال مسيرتها الحافلة عقد (27) لقاءً علمياً سنوياً، كما أصدرت مجلتها العلمية المحكمة المصنفة دولياً، إضافة إلى إصدار كتب متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية، و مجلة إعلامية. كما قدمت الجمعية استشارات علمية لعدد من الجهات الحكومية والخاصة أسهمت في إيجاد حلول واقعية لما قد تواجهه هذه القطاعات من تحديات بيئية.

وفي هذا العام كرّمت جامعة الملك سعود الجمعية السعودية لعلوم الحياة، ووضعتها في الفئة (أ) ضمن أفضل (9) جمعيات علمية بالجامعة، والتي يتجاوز عددها (50) جمعية علمية، كما كرَّمت الجامعة المجلة العلمية التي تصدرها الجمعية لإدراجها ضمن التصنيف العالمي (ISI). ولعل حصول عدد من الزملاء والزميلات أعضاء الجمعية على عدة جوائز محلية وإقليمية ودولية، وعلى براءات اختراع في مجالات مختلفة خير دليل على ما يقدمه منسوبو الجمعية من جهود في خدمة الوطن ورفعته.. وكل ذلك تحقق بفضل توجيهات ودعم ومتابعة المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، الرئيس الفخري للجمعية.

كما أن موافقته الكريمة، رحمه الله، على إنشاء كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للبيئة والحياة الفطرية مكنت الكرسي من تحقيق العديد من الإنجازات العلمية والبحثية، وبراءات الاختراع المسجلة رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية في مجالات البيئة وتحليل التغيرات الوراثية والتنوع الجزيئي للأحياء الفطرية. وقد نشر للكرسي العديد من الأبحاث العلمية المصنفة في المجلات العلمية المحكمة، وله أنشطة معرفية وثيقة مع عدة جامعات ومؤسسات علمية مرموقة عالمياً حيث طلبت هذه الجامعات والمؤسسات الاستفادة من نتائج دراسات الكرسي وذلك مثل جامعة هارفارد، وجامعة جون هوبكنز، وجامعة ييل، ومايو كلينك، وجامعة إلينوي، وجامعة أكسفورد، وكلية كينقز بلندن، وجامعتي بريتيش كولومبيا، وماكغيل بكندا، وجوتينتجن بألمانيا، بالإضافة إلى جامعات ومؤسسات من أمريكا الجنوبية واستراليا وآسيا.

إن دعم سموه الكبير للجمعية السعودية لعلوم الحياة، ولكرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للبيئة والحياة الفطرية وغيره من البرامج في مؤسسات الدولة المختلفة كان بمثابة القوة الدافعة والمحركة لعجلة المحافظة على البيئة والحياة الفطرية وتذليل كافة الصعوبات والعوائق، مما أدى إلى تحقيق الإنجازات المتتالية في هذا المجال المهم.

ولا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أدعو لهذا الرمز الكبير بأن يرحمه الله رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته.

*رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الحياة

المشرف على كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للبيئة والحياة الفطرية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة