Wednesday 26/10/2011/2011 Issue 14272

 14272 الاربعاء 28 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

الإشتراكات

فقيد الوطن

مدارات شعبية

الرياضية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

في وداع المؤسسة الخيرية المتحركة.. سلطان بن عبدالعزيز
عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق

رجوع

 

في وداع صانعي النماء والبناء.. مؤسسي سياقات القادم والقائم.. لا يكون الحال إلا حزناً من فقد وخسارة عميقين كبيرين.. فكيف سيكون الحال والراحل هو النماء والبناء ذاته في جسد رجل!!.. هذا هو حالنا اليوم ونحن نصطف حزناً إلى حزن وعرفاناً إلى عرفان.. مودعين الراحل جسداً الباقي أثراً.. الخير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله.. ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام..

حين بلغني النبأ الجلل.. تأملت سلطان.. فوجدته وجهاً تبتسم فيه قلوب من يرقدون على أسرة مركز الأمير سلطان لعلاج أمراض القلب.. مثلما وجدته شريان تعود عبره روح شيخ من أقاصي الجنوب أو قلب عجوز من أطراف الشمال..

تأملت سلطان فوجدته كفّاً من بياض وعطف ورحمة.. تضم الموجوعين المتعبين المقعدين في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية.. حتى غدت مدينته الإنسانية الرحيمة.. مهبط أمل وفرح لكل من باغتته جلطة مفاجئة أو أرداه عارض أو حادث على مقاعد العربات المتحركة..

تأملت الخير سلطان بن عبدالعزيز.. فألفيته كتاباً من علم يبدد حولك الجهل عن العقول والأفكار والأفهام.. بل ويؤسس بنظرة مستقبلية ثاقبة أجيال علم ومعرفة ومنهج.. عبر سياسات التعليم والمعرفة والمنهج..

تأملت سلطان فوجدته صدراً بمثابة درع.. يغفو تحت ذلك الصدر/الدرع.. شعب بأكمله بل إقليم بأسره.. دون أن يزعج منامه مارقٌ على حد أو طامعٌ في خيرات..

تأملت سلطان.. فوجدته مساحة من شموع تضيء في كل ركن قلم أو قلب أو عقل.. فأيقنت حينها أننا عندما نتأمل سلطان فنحن إنما نتأمل الخير ذاته.. ذاك الذي لا نحصيه ولن نملك..

تأملت الخير سلطان.. فإذا بالكيان الشامخ «مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية».. الدليل والتعليل لشمولية العطاء وتنوع البذل في شخص الخير سلطان رحمه الله..

تأملت الخير سلطان.. فوجدت في تعبير أمير الوفاء والإخاء والمواقف سلمان بن عبدالعزيز.. التعبير المعبر البليغ عن الخير سلطان رحمه الله عندما قال: «الأمير سلطان مؤسسة خيرية متحركة».. وإن سمح لي سيدي سلمان فسأضيف: «المؤسسة الإنسانية العالمية.. الخير سلطان بن عبدالعزيز» رحمه الله..

إن أكف الخير والبياض والعطاء من لدن سلطان رحمه الله.. عمّت الداخل الوطني بداية من عطاءاته السخية للجمعيات الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وكذلك دعمه للجمعيات التنموية الأخرى وجمعيات النفع العام.. فضلاً عن مؤازرته الحية والمؤثرة لدفع عجلة التنمية والعمل التنموي الإنمائي في مختلف اتجاهات الوطن.. مثلما وصلت أعطيات السخاء والجود والبذل من الخير سلطان رحمه الله إلى مختلف أنحاء الوطنين العربي والإسلامي وكذلك العالمي.. فتبرعاته الخالدة للمنكوبين والمعوزين أجل من الاستدلال والاستشهاد..

لقد لمست من موقعي في الوزارة بوكالة التنمية الاجتماعية التي تشرف على الإدارة العامة للجمعيات الخيرية مدى سخاء أميرنا الراحل وعطائه الممتد في جميع المناسبات.. ولا أبالغ أن عطاء الخير سلطان لم يكن محصوراً أو مقصوراً على المناسبات العامة.. بل كان الجود والعطاء واليد الباذلة السخية من لدن الخير سلطان هي المناسبة على امتداد العام.. وكم أتذكر وقفاته النبيلة مع الكثير من الفئات التي ترعاها الوزارة من أرامل وأيتام ومعوقين ومحتاجين.. ناهيك عما يتصل بالمراكز والوحدات واللجان التنموية الإنمائية وما ينبثق عنها من مشروعات وبرامج ذات صلة بالشأن الإنمائي للمكان وللإنسان.. وهذا ما ستحفظه هذه الوزارة ومنسوبيها وفئاتها التي ترعاها لهذا الرمز الشامخ في سماء الوفاء والعطاء والوطن رحمه الله.. مثلما ترفع لمقامه الكريم حياً وميتاً أسمى آيات الشكر والتقدير على ما بذل وأسس من خير ونماء وبناء.. رحم الله الفقيد الكبير الأثير.. الخير سلطان بن عبدالعزيز.. وأسكنه الفردوس الأعلى في جنات النعيم.. وألهمنا جميعا -وطناً وشعباً- الصبر وأجزلنا لنا الأجر في فقد أميرنا المحبوب.. بدءًّ بمليكنا المفدى الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يحفظهم الله- والأسرة السعودية خاصة والشعب السعودي كافة..

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.

(*) وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة