Wednesday 26/10/2011/2011 Issue 14272

 14272 الاربعاء 28 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

الإشتراكات

فقيد الوطن

مدارات شعبية

الرياضية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

رحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله رحمة واسعة لتبقى وصاياه في ضمائرنا, وتبقى سيرته نتعلم منها الكثير، بقيت سيرته أشبه بالوصايا ليس أقلها قدرته على حب الآخرين, وبذل العطاء اللا منتهي, والعمل التطوعي المبادر, ويسبق كل ذلك ما تميز به سلطان وهو تلمس حاجات الناس يصل إليهم ويعالج دواخلهم وهذا ماكشفته أحاديث المقربين لسلطان وممن تحدثوا لوسائل الإعلام وذكروا مناقبه وخصاله... الكثيرون يبذلون العطاء ويفعلون الخير لكن الأمير سلطان يملك حسا كبيرا تجاه حاجات الناس ويصل إليها متجاوزا الخطابات والمكاتب الخاصة والإجراءات الإدارية (والمعرفين) بأصحاب الفاقة والعوز... كانت لديه مشاعر وأحاسيس تدله على فعل الخير الصحيح وتدله على الناس الحقيقيين الذين تقطعت بهم السبل وضاقت بهم سماء وأرض المدن بما رحبت...أشياء سلطان كانت سلوكا يوميا ثم تحولت إلى وصايا ملزمة لنا جميعا. كان يتعامل عبر شيم وأخلاقيات الناس لأن سلطان يخاطب بالناس مروءتهم وشهامتهم وتلك الذات (المحترمة) داخلهم. لذا دخل على الناس من بوابة الصداقة والاحترام فأحبوه ورفعوا من شأنه فكانت محبة الناس بلا حدود بصفتها مشاعر صادقة مشاعر (مجانية) بلا مقابل فكانت الدافع بإذن الله تعالى لفعل الخير المفتوح ومساعدة ومساندة المحتاجين...

الأمير سلطان يطفئ الفتن من خلال علاقاته ورصيده الشخصي لدى الآخرين في داخل بلادنا وخارجها, ويمتص صدمات الآخرين ويحولهم بصبره وحكمته من خصوم وأعداء محتملين إلى أصدقاء أو شركاء، فكان صمام بلادنا في الأزمات الداخلية والخارجية وعندما تمر بلادنا بعاصفة بسبب شأن داخلي أو ظرف دولي تجد الأمير سلطان يبادر في حل المعضلات ويوظف جميع الإمكانيات لحماية بلادنا، ومازلنا نذكر كيف تعامل الأمير سلطان مع قضية اليمن سنوات طويلة قبل وحدة اليمن وبعد الوحدة كما أنه عمل جاهدا إلى تجنيب بلادنا الويلات مع التغيرات المتعددة على طول الخط الحدودي مع العراق: صراع العراق مع إيران والكويت. وكذلك مع قضايا ترسيم الحدود الشرقية مع بعض دول الخليج فكانت بلادنا بحماية الله ثم بحماية المخلصين مثل الأمير سلطان في ترسيم وحفظ حدودنا البرية والبحرية.

سلطان رجل تاريخي عاش في زمن الصراعات والتحولات السريعة وهبه الله الحكمة والصبر فوظفهما لخدمة هذا الوطن الكبير بقيادته وشعبه.

a4536161@hotmail.com
 

مدائن
وصايا سلطان
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة