Wednesday 26/10/2011/2011 Issue 14272

 14272 الاربعاء 28 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

الإشتراكات

فقيد الوطن

مدارات شعبية

الرياضية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

توفي سلطان.. انتقل إلى جوار ربه. نعم.. انتقل سلطان الخير إلى رحمة الله. سلطان الشيم والقيم.. أبو الفقراء والمساكين.. ووالد الأرامل والمرضى والمحتاجين.. لم يغلق بابه في وجه أحد.. ولم يرد طلباً لأحد.. يصنع المعروف.. وينصر الملهوف.. فمن الله عليه السلام؛ حيث يشهد له البعيد قبل القريب.. بل تشهد أفعال سلطان الخير.. الخير نفسه.. فهو - رحمه الله - المروءة نفسها.. ولا مروءة لمن احتاج قومه إلى غيره.. ولم يحتج قومه إلى غيره.

رحمك الله يا سلطان النبل والمروءة.. ورحم الله تلك الابتسامة التي أدخلت على نفوس أهلك وقومك وشعبك الطمأنينة والثقة.. ودفء الحياة.. فأنت يا سيدي أهل المحاسن.. أحسن الله تصويرك.. فكنت سخاء رخاء على قومك.. وعلى الغريب والمستجير.. فأنت الكرم.. ذلك الكرم الذي ينبع من نزاهة نفسك.. وسخاء يدك.. تعطي باليمين ما لا تعلمه شمالك.. فأنت اليمين الأمين.. في موقعك في قلوب الناس.. أو في موقعك الرسمي قائداً مظفراً.. وأسداً هصوراً.. تذود عن البلاد والعباد.. ليناموا ملء جفونهم.. وأنت تسهر حارساً على جزيرة أسد الشرى.

أنت يا سلطان.. ويا من سيرته العطرة على كل لسان.. عمرت البلدان وأعنت الإنسان.. فأعزك الله بعز لا يبلى جديده.. وكنز لا يفنى مزيده.. فقدرك في القلوب عظيم.. وفضلك سخي كريم.. فرحمك الله رحمة وسع السماوات والأرض.. وغفر الله لك.. وأسكنك فسيح جنانه.. فقد ابتُليت بالمرض.. فصبرت صبر المؤمن.. بعزيمة المتوكل.. فرحمك ربي، كم كنت رحيماً بالناس.

نعم لقد زين الله صورتك.. وأزانك بالعقل والتعقل في كل الأمور.. فكنتَ أساسها وقوامها وتمامها.. لا تمضي في أمر إلا زنته.. ومَنْ استشارك كنت عقله وفؤاده.. فالعقل منّة الله على الخيرين من خلقه.. فهو عضيد رشيد.. وظهير سعيد.. من أطاعه أنجاه ومن عصاه أرداه.

سلطان كيف نرثيك؟!!.. فأنت المتواضع عن رفعة.. والعافي عن قدرة.. والمنصف عن قوة.. وقد تقلَّدت قلادة الحلم.. وهو فضيلة النفس.. فأشجع الناس من رد جهله حلمه.. وعدلك أوجب محبتك.. تأخذ به للضعيف من القوي والمحق من الباطل.. وأنت سيدي لم تبطرك منزلة نلتها وإن عظمت.. كالجبل الأشم الذي لا تزعزعه العواصف والمحن.

إن طلاقة الوجه عنوان الضمير.. فكما كنت ذا ضمير نقي تقي.. فلتمضِ لرحمة ربك مطمئن النفس.. نقي السريرة.. عفيف النفس.. كريم العطايا.. رحمك الله.. وأدخلك فسيح جنانه.. فقد تيتمنا بعدك يا أبا خالد.

قال ربك تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

 

رحل سلطان المروءة والخير!!
صالح رضا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة