Wednesday 26/10/2011/2011 Issue 14272

 14272 الاربعاء 28 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

الإشتراكات

فقيد الوطن

مدارات شعبية

الرياضية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

سأحكي لمن يسأل عنك: ذات خريف رحل جسده فقط، ولأن روحك وعطر قلبك ظل يعبق في المكان فنحن لم نصدق أنك رحلت، كيف نصدق رحيلك؟ وابتسامتك التي لم تكن تفارق محياك تعانق الغيم وترفرف في السماء.. تأتي مع الموج ترطب جمر مرافئ القلب الذي اشتعل برحيلك..

وما أدراك يا سلطان مقدار فجيعتنا وحزن أولئك الذين احتضنت طفولتهم وأولئك اللواتي كمدت آلامهن وما أدراك الفراغ الذي تركت بعدك حيث تذكرك الجامعات على امتداد عالمنا العربي وكوننا الواسع، الثقافة التي كنت سندا لأهلها، العربية التي كنت سبيلا لدعمها، السياحة والبيئة والرياضة، المدن والهجر والقرى، ولا أزال أذكر ضحكة الطفل المعاق وقوله أحبك بتلقائية الحياة وبراءتها.

ليس ما نقوله اليوم مجرد تعداد لمناقبك لأنه سيكون القليل من الكثير وما أدراك ما يمكن أن نقول عنك وأنت الذي رسخت مفهوم تنمية المرأة السعودية وكانت لك بصمات واضحة في دعمها في مجالات عدة منها صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة وهي من أبرز الإنجازات التي ارتبطت بك.

أيها الإنسان عدت من رحلتك العلاجية مثقلا بمرضك فأسرعت بزيارة مصابي الجنوب تقبل جبينهم في لحظة تاريخية لقائد عظيم تكريما لحماة الوطن وجنوده

وبادرت بإنشاء الموسوعة العربية العالمية بعد أن جفت أوردة المكتبة العربية وكانت بأمس الحاجة لهذا المنجز.

بإذن الله ستكون الجنان سكنك ويظلك الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وعدك بمشيئة الله جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدا فيها حيث رحل الجسد وخلدت الذكرى وطيب عملك وقولك وفعلك. يا خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز حفظك الله... برقية عزاء بولي عهدك أخيك الذي ما ثنتك العملية الجراحية عن استقبال جثمانه في مشهد يمثل حنوك وأخوتك وإنسانيتك حفظك الله مما يقدم للعالم مشهدا واضحا للـّحمة السعودية والأسرة السعودية التي تمثل الجسد الواحد.

من آخر البحر للمبدع راشد المبارك:

يا باذل الخير توليه وتغدقه

وواهب الحب والغفران من حقدوا

وراحلا فجعت من هول رحلته

بيض المروءات فيها النور والرأد

mysoonabubaker@yahoo.com
 

الأشرعة
وما أدراك يا سلطان؟
ميسون أبو بكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة