Thursday 27/10/2011/2011 Issue 14273

 14273 الخميس 29 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

القيــادات العسكرية بـــوزارة الدفـاع والحـــــــــرس الوطني يعددون مآثر سمو ولي العهد

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

الجزيرة - عوض مانع القحطاني

عبّر عدد من قادة القطاعات العسكرية في وزارة الدفاع والطيران والحرس الوطني عن الإنجازات والمآثر الإنسانية التي يتمتع بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز خلال توليه مقاليد وزارة الدفاع وحتى مماته رحمه الله.

وقد تناولوا في تصريحات خاصة لـ(الجزيرة) هذه القفزات الهائلة في بناء هذه المنظومة العسكرية للمملكة وتطرقوا إلى بعض المواقف والجوانب الإنسانية.

رئيس هيئة الأركان العامة

فقد تحدث لـ(الجزيرة) معالي الفريق أول حسين بن عبدالله القبيل عن هذه الإنجازات وكيف كان سموه ينظر لبناء القوات المسلحة فقال: ليست القوات المسلحة التي فقدت هذا الأمير الجليل، بل المملكة العربية السعودية قاطبة، ولا أبالغ إن قلت العالم الإسلامي والعربي عموما والمجتمع الدولي.

فكر الأمير سلطان رحمه الله رحمة واسعة كان ذا بعد استراتيجي بعيد المدى، كان يخطط ليس للحظته، وإنما لعقود، لقد ترك بنية تحتية رائعة، في مختلف المجالات، خمسون عاماً قضاها في وزارة الدفاع بناها لبنة لبنة على أعلى المستويات وأرقى الأسس، كانت نظرته رحمه الله ثاقبة، وكان يستشير أهل الخبرة في جميع خطواته في وزارة الدفاع، كان إدارياً حازماً، وقائداً محنكاً، ووزيراً منظماً، كان دائماً ما يركز على أننا دولة سلام، وجيش المملكة جيش لحماية المقدسات وبلادنا ومقدراتها لقد سار بخطى ثابتة وخطوات مدروسة، عمل بجهد ووقف على جميع المشاريع بنفسه يرحمه الله. كان واضحاً، وصريحاً، وأهدافه غالباً ما يعلنها: بأننا لا نتدخل في شؤون أحد، ولكن في الوقت نفسه لا نسمح لكائن من كان بالتدخل في شؤون بلادنا الداخلية.

وأبان الفريق القبيل بأننا قد حفظنا عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله عن ظهر قلب (التركيز على بناء الإنسان، فالإنسان كان لديه هو الهدف الأول تعليماً، والهدف الثاني تدريباً وتأهيلاً، كان دائماً يردد بأن الآلة تؤمن من أي مصدر، وبمختلف التقنيات، وتأمينها سهل، ولكن المحافظة عليها واستخدامها وقت الحاجة وبالطرق الفاعلة هو العنصر الأهم، وهذا لا يتم إلا بتدريب رجل القوات المسلحة فرداً كان أو ضابط صف، أو ضابطا، تدريباً متقناً لذا فقد كان من جل اهتمامه التعليم والتدريب، وقد بذل في هذا السياق الجهد الكبير إما عن طريق الإيفاد إلى الدول الخارجية أو بناء المنشآت والصروح التعليمية في الداخل. ويكفينا فخراً أن لكل قوة من القوات الأربع كليتها العسكرية التي تمنح درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، إضافة إلى العديد من المعاهد والمراكز والمدارس المتخصصة. ناهيك عن كلية صحية تمنح درجة البكالوريوس في التخصصات الصحية، وأخرى تمنح درجة الماجستير في العلوم العسكرية، وهناك كلية الحرب التي احتفلت في هذا العام بتخريج الدفعة الثانية من طلبتها.

وعن نظرة سموه إلى القضايا الإنسانية في المجتمع العسكري.. أوضح الفريق القبيل بأن الفقيد رحمه الله كان أباً للصغير، وأخاً للكبير، وموجهاً للجميع، الأمير سلطان وعلى مدار خمسين عاماً، كان لا يفتأ يجول المناطق، ويتفقد الوحدات، ويتعرف على احتياجات أبنائه العسكرية عن قرب.

الأمير سلطان لم تكن نظرته لمجتمعه العسكري كمنسوبين بل تعداهم إلى الوالدين والأبناء من خلال تأسيس مدارس الأبناء للبنين والبنات والتي تجاوزت الـ175 مدرسة، وضمن أحقية العلاج للأبوين في المستشفيات العسكرية كافة.

الأمير سلطان كان لا يرد أي طلب يقدم إليه من الأفراد في أي وحدة عسكرية، ولم يرفض استقبال أي إنسان كان يود مقابلته في مكتبه رحمه الله.

الأمور الإنسانية والقضايا المجتمعية كانت تشكل هاجساً كبيراً لسموه وعنصراً هاماً، عمل عليه قولا وفعلا وسلوكا.

نسأل الله الواحد الأحد أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجزيه على ما قدم لأمته ووطنه وللقوات المسلحة الجزاء.

نائب رئيس هيئة الأركان العامة

كما تحدث معالي نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن عبدالرحمن بن عبدالله المرشد فقال: إن الأمير سلطان وخلال مسيرته في وزارة الدفاع كان يشكل لنا الأخ والأب والإنسان والمثل العسكري في الانضباط والاحترام في المواعيد وهو بلا شك مهندس العسكرية الحديثة.

وكشف المرشد أن الأمير سلطان يملك معلومات عن السلاح الموجود في المملكة مثلما يملكه الفرد ويتدرب عليها لأنه يحب عمله ويحب أن يرى قواتنا المسلحة في مستوى عال، مشيراً في ذلك إلى أن الأمير سلطان هو شخص مستوعب بعمق وقدرته الفكرية عالية حتى في بعض اجتماعاته يناقش وهو يدرك لكل الأمور ومهما قالت الصحافة أو وسائل الإعلام عن الأمير سلطان فإن هذا الرجل يحتاج إلى باحثين، فهناك المعلومات الظاهرة وهناك أمور أخرى لا يمكن حصرها.. واعداً بأنه سوف يكتب عن هذه المسيرة.

وتطرق الفريق المرشد لبعض الجوانب الإنسانية التي عايشها فقال: إنني كنت مع الأمير سلطان في إحدى جولاته وكان ذلك أيام برد قارس فرى أحد الجنود يرجف من البرد فنزل عليه من سيارته وأعطاه فروته التي عليه وهناك من سدد ديونهم من العسكريين واشترى لهم منازل.

وقال المرشد: عندما كنت في أمريكا في أحد الزيارات قابلني أحد العسكريين الأمريكيين فقال: من أين؟ فقلت: من السعودية. فقال: عندكم أمير قوي وشجاع ومثقف هو الأمير سلطان وهو شخص استثنائي في علمه وفكره وقد رأيته من خلال وسائل الإعلام.. وأنا لا أعرفه ولكنكم محظوظون بمثل هذه الشخصية.

سمو قائد القوات البرية

قال صاحب السمو الملكي الفريق الركن/ خالد بن بندر بن عبدالعزيز قائد القوات البرية في تصريح خاص لـ»الجزيرة»: إن المملكة العربية السعودية فقدت رجلاً عظيماً من الطراز الأول في حنكته السياسية وقدرته العسكرية والإدارية.

وأكد سموه أن سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز كان يرحمه الله ينظر إلى تطوير قواتنا المسلحة نظرة بعيدة المدى. تغمد الله بواسع رحمته ووضع استراتيجية لقواتنا المسلحة ولبناء هذه الاستراتيجية أعطى من وقته وجهده الشيء الكثير من خلال ركائز ثابتة وعلى بعد نظر وعلى أحداث تتم في العالم الخارجي.. وكان رحمه الله يأخذ هذه الاعتبارات في وضع الاستراتيجية الدفاعية للمملكة العربية السعودية وترسيخ هذه الاستراتيجية في مفهومها الأساسي هو الدفاع عن المملكة العربية السعودية وحفظ أمنها وتوفير كافة الوسائل المطلوبة لتنفيذ هذه الاستراتيجية.

وأشار سموه إلى أنه كان يرحمه الله واسع الأفق ويأخذ العبر والدروس المستفادة من كافة الأحداث ويوجه - رحمه الله - بكل ما ينفع ويرفع من شأن القوات المسلحة.

وحول سؤال لسموه عما كان سموه يركز عليه هل هو التدريب أو التأهيل أو التسليح؟ قال سموه: إن سموه دائماً يرد علينا بأن الإنسان هو الأساس في القوات المسلحة وإذا أردنا أن نخلق عنصراً فاعلاً في قواتنا المسلحة فإن بناء الفرد العسكري في قواتنا المسلحة وتدريبيه وتأهيله يأتي في المقدمة قبل توفير المعدة أو توفير المتطلبات الأخرى فكان يرحمه الله ويغفر له دائماً يسعى إلى توفير السبل التي تؤهل الفرد العسكري التأهيل التأسيسي والتأهيل المتقدم والتدريب الميداني من أهم ما يوليه سموه في قواتنا المسلحة.

وأضاف سموه بأن ما حصل في قواتنا المسلحة البرية يعد واحداً من الإنجازات التي تشهد لسموه بأنه كان وراءها وأن القوات البرية السعودية حظيت بدعم وتوجيه وإشراف مباشر من خلال استراتيجية وضعها هو بنفسه وقد عايش سموه مراحل هذه الاستراتيجيات فكان نعم الموجه ونعم القائد لأنه لم يبخل على قواتنا البرية بأي شيء من خلال توفير متطلبات الفرد من سكن ومن مرافق تعليمية والتدريب ومن معدات حديثة فكان دائماً يسعى لتوفير متطلبات القوات البرية.

وما وصلنا إليه هذا اليوم من جاهزية في القوات البرية يعود ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى للسياسة التي وضعها سلطان بن عبدالعزيز.

وكشف سموه أن الحديث عن إنسانية سمو الأمير سلطان العسكرية فقال: لا يتسع المجال عن إنسانية ذلك القائد ليس في المجال العسكري فقط، بل المجالات الإنسانية كثيرة وكثيرة، فهو رجل يحب الخير ويعشق العمل الخيري منذ صغره وتلمس حاجة الناس موجودة في دمه فلا غرابة ان يتحدث الناس عن عطاءات وإنسانيات هذا القائد رحمه الله وهو قد شمل بإنسانية كافة أفراد الأمة وبل تعدى ذلك إلى أنحاء العالم وبالذات العالم الإسلامي فمن كل خير يجد اسم سلطان فيه لمسة ومقترنا به.

وأبان سموه أن إنسانية سموه في القوات المسلحة وعلى الفرد في قواتنا المسلحة كثيرة وهي أنه يتابع رحمه الله ويسأل عن الجندي وعن ضابط الصف وعن أمورهم وإذا عرض عليه أي فرد من أفراد قواتنا المسلحة فإنه يعايش همومه ويسأل عنه ليلاً ونهاراً حتى أنه يطلب قادة المباشرة وقادة الواحدات كل في موقعه عمن لديهم أي حاجة أو طلب.. وهل حلت مشكلته أو لديه ظروف فإنه يضع الحلول لها ويتابعها.

وعن رؤية سموه للأحداث التي مرت بها المملكة من أحداث ومتغيرات وكيف كان سموه ينظر ويتدارس الأمر مع القادة العسكريين من خلال حسه السياسي والعسكري والإنساني.. قال: معروف عن سمو الأمير سلطان رحمه الله الصبر وسعة الأفق وأخذ الأمور بالتروي والثبات ولا يتخذ قراراً إلا بعد دراسة كافة الأمور المتعلقة بهذا القرار دراسة وافية من كافة المعنيين وتفرض عليه وبالمصير والرؤية الصادقة يتخذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب.

وحول سؤال لسموه عن موقف لن ينساه خلال مسيرته مع سموه في قواتنا المسلحة، أجاب سموه قائلاً: المواقف كثيرة المليئة بالإنسانية والمليئة بالشهامة والمواقف الرجولية مع من يحتاجون سموه فإن كان لي موقف لن أنساه لسموه عندما كان لي الرغبة في الالتحاق بالعسكرية فذهبت إليه دون علم والدي وقلت له أريد أن التحق بالكلية.. فلم يجاوبني في الحال وعندما قابل والدي قال له: أنا لي طلب عندك.. قال: آمر طلبك مجاب... فقال: أريد أن أطلب خالد منك للعسكرية. فقال: أنت والده مثل ما أنا والده وكان ذلك الموقف لن أنساه وذلك الأسلوب الذي أعتبره نموذجاً في التعامل الأخوي.

قائد الدفاع الجوي

وقال معالي الفريق الركن/ عبدالعزيز بن محمد الحسين: عندما فقدنا سلطان.. فإن سلطان قد أسس بنيانا وأسس نقلة نوعية في قواتنا المسلحة.. وهو بحق خسارة للوطن.. ولكن تبقى محبته في قلوب المواطن وقلوب منسوبي القوات المسلحة لأنهم يعرفون جيداً إنسانية هذا الرجل ويعرفون فكر وثقافة هذا الرجل فهم أمام شخصية غير عادية.

وأكد الحسين أن هناك العديد من السجايا الإنسانية والمواقف الرجولية في كثير من القضايا الإنسانية خاصة مع رجال القوات المسلحة المحتاجين.

واستعرض الحسين قائلاً: شهدت القوات المسلحة السعودية تحت قيادة سموه عهداً من التطور والنماء، واستطاع بجهوده بناء نظام دفاعي متكامل للمملكة العربية السعودية. كما حقق من خلال وزارة الدفاع إنجازات لافتة ليس فقط في مجالات الدفاع والطيران، بل في مجالات التنمية الوطنية.

ويعد تعيين الأمير سلطان في عام 1962م وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً أهم مرحلة في تاريخ القوات المسلحة السعودية مما يمكن وصفه بالعصر الذهبي لهذه القوات بفروعها الأربعة، حيث انتقلت هذه القوات إلى أرقى مستوياتها منذ نشأتها ووصلت إلى مصاف الدول الحديثة، ويعد العمل مع سموه الكريم تدريبياً متواصلاً في أصول القيادة والإدارة وحسن تقدير الوقت.

وتمثلت جهود الأمير سلطان في تطوير القوات المسلحة في إنجازات كثيرة أسهمت بشكل فاعل في وصول القوات المسلحة لما نشاهده هذا اليوم من قدرات عالية للدفاع عن مقدرات الوطن وشملت هذه الجهود البنية التحتية لكافة المرافق القيادية والتعليمية والمهنية والصحية والاجتماعية.

وقد كان لسموه الكريم الاهتمام العظيم بالعنصر البشري من حيث التأهيل والتدريب مما مكن منسوبي قوات الدفاع الجوي من التعامل باحترافية مع أحدث منظومات التسليح وأكثرها تعقيداً من ناحية التقنيات العالية كما أن لسموه جوانب إنسانية عظيمة تمثلت في اهتمامه البالغ بحقوق منسوبي القوات المسلحة من الحصول على حقوقهم النظامية واهتمامه البالغ بالسؤال المستمر عن أحوال أفراد القوات المسلحة وعوائلهم وقضاء حوائجهم في مختلف المجالات وحثه المستمر على تطوير الذات والتزود بكل ما هو مفيد في المجالات العسكرية المختلفة واكتساب المهارات الفنية اللازمة لأنظمة التسليح.

رحم الله سموه وأسكنه فسيح جناته فقد فقدت الأمة العربية والإسلامية عامة والمملكة العربية السعودية رجل يشح الزمن أن يجود بمثله وستبقى أفعاله ومآثره شاهدة على مدى التاريخ.

قائد الكلية الحربية

وتحدث قائد الكلية الحربية اللواء ركن عبدالعزيز بن علي الخالد قائلاً: مآثر الفقيد أكثر من أن تحصى أو يجارى فيها، ومنجزاته التي حققها في قطاعات القوات المسلحة واضحة للعيان، فقد بنى جيشاً مهاب الجانب. يا سلطان الخير بكتك القلوب بحرقة والعيون بالدماء فكان بكاؤها حسناً وواراك الثرى جسداً، ولكن أفعالك خالدة على مر الأيام لم ولن يواريها الثرى.

فإننا نشعر بلوعة فراق رجل كانت طلعته كنور الضحى بهاء.. رجل انسابت يده بالنعماء على القاصي والداني، رجل كان الوزير والقائد المحنك بنى جيشاً ليكون درعاً حصيناً لحماية الدين والوطن، رجل كان في كل أمر مدلهم، يحيط بالوطن والأمة متحلياً بالحكمة في موضعها وليثاً وثاباً متى ما استدعى الأمر ذلك.

إن رجلاً كانت هذه فعالة حقيق على النواظر بأن تبكيه وعلى الألسن أن ترثيه.. فإذا لم نبكيه؟ فمن عليه البواكي.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة