Thursday 27/10/2011/2011 Issue 14273

 14273 الخميس 29 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

«سلطان الخير».. ستبقى في قلوبنا

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

إن العين لتدمع، وإن القلب ليخشع، وليس لنا إلا أن نقول ما يقوله الصابرون {إنا لله وإنا إليه راجعون}.

بعد تاريخ حافل بالإنجازات، وسيرة معطرة بالمكرمات.. ودَّع الوطن الغالي والعالم أجمع بالأمس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهدنا الأمين.

تلك الشخصية الفذة التي حملت الأمانة والمسؤولية على عاتقها بجَلَد المؤمنين وحكمة العقلاء، ليس منذ توليه لولاية العهد عام 2005م فقط، بل منذ أن تولى إمارة منطقة الرياض عام 1947م وهو لم يبلغ العشرين من عمره بعد.

وما كان اختياره لذلك إلا بناء على ما لمسه فيه والده القائد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - من سمات القادة والرواد، التي ظهرت جلياً منذ نعومة أظفاره، وكان له - رحمه الله - أن يواكب النهضة التنموية الوطنية للمملكة، ويتقلد العديد من المناصب الإدارية، ويضطلع على العديد من المهام التي كان أبرزها «وزارة الدفاع»، التي أشرف عليها منذ عام 1962م، وحقق فيها الكثير من الإنجازات حتى أضحت القوات المسلحة السعودية قوة لا يُستهان بها تحت شعار الدفاع عن الخير والحق ودرء الشر، وكانت وفاته - يرحمه الله - والوطن الحبيب ينعم بالأمن والأمان في ظل القيادة الرشيدة.

ومَنْ أراد سرد أعمال ومآثر الفقيد فلن يستطيع أن يوفيه بصفحات في كتاب حقه؛ لأنها أكثر من أن تحصى على عجالة وفي مقال محدود الكلمات، إلا أن الحزن الذي خيَّم على سماء المملكة منذ فجر السبت الماضي وعم أنحاء البلاد وخارجها خليجياً وعربياً وعالمياً، وصورته الباسمة التي اكتسحت أجهزة المحمول ومواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية مكللة بالدعاء له ورثائه في مشهد جميل، يصوِّر وفاء نادراً لشخصية نادرة، لأكبر شاهد على ما خصه الرحمن به من «محبة» أبكت القلوب قبل العيون منذ رحيله حتى ووري جثمانه الثرى على مرأى ومسمع من العالم بأسره، مودَّعاً إلى رحمة من الله ورضوان، وسيظل يبكيه الكثيرون ممن شملهم بعطفه وإنسانيته وكرمه لسنوات طويلة مضت.

وإنني لن أنسى تلك اللحظة التي وقفت فيها مصافحاً يده الكريمة ومقبلاً جبينه الناصع حينما قامت مجموعة من أطفال المنظمة العربية لحقوق الطفل بزيارة إلى سموه الكريم في قصره العامر بالرياض السنة الماضية، وكنت مصاحباً هذه المجموعة بصفتي المستشار الإعلامي للمنظمة.

لن أنسى تلك الابتسامة العريضة التي حيا بها كل الأطفال، وكان - رحمه الله - يصافحهم جميعاً، ويسأل عن أسمائهم وعن أي بلد هم منه، ويداعبهم بابتسامته المعهودة، وحينما تقدم أحد الأطفال وقال له «والدي سلطان إننا نطلب منك طلباً واحداً» رد عليه - رحمه الله - «طلبك مجاب». قال له الطفل «أن تسمح لنا بأن نسلم عليك ونقبل جبينك وأنت جالس في مكانك»، فما كان من سموه إلا وهو يرد عليه «وأنا أريد أن أسلم عليكم».

لن أنسى حينما هممنا بالاستئذان والانصراف؛ حيث كان - رحمه الله - يقدم إلينا هدية واحداً بعد الآخر، وهو يودعنا بكلماته المعهودة «أهلا وسهلاً، وحياكم الله».

رحم الله أبا خالد، وأسأل الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته، ويرزقه الفردوس الأعلى، ويجزيه عن وطنه والأمة الإسلامية خير الجزاء، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.

وأخيراً وصلتني رسالة جوال تدمي العين والقلب، تقول:

اللي ملك في طيبته كل الأوطان

لامات كل قلوب هالناس تفجع

لوالبكاء يرجع من الموت سلطان

نبكي الين الروح للروح.. ترجع

عبد الرحمن بن عبد المحسن الملحم *

المدير العام لفرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية

al.mulhem@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة