Thursday 27/10/2011/2011 Issue 14273

 14273 الخميس 29 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

مما لاشك فيه أن وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام خسارة كبيرة وفادحة ولعل ما لمسناه من أصداء واسعة على كافة الأصعدة والمستويات تمثلت فيما عبر عنه الشارع السعودي وما تلقاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وكافة كبار المسئولين من برقيات واتصالات هاتفية حملة مشاعر الجميع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك مكانة هذه الشخصية ومدى حجم الخسارة التي شعر بها الجميع بغياب هذه الشخصية النبيلة التي كان لها دور إيجابي هام في مسيرة هذه البلاد لما يتمتع به من رؤية وحكمة.

ولعل من عايش مشاعر المواطنين وتبادلهم للعزاء بالأمير خلال هذه الفترة يعلم أن هذا الشعب النبيل عرف بالتزامه بتقدير واحترام ولاة أمره، وما الدموع والحسرات التي تنقلها الكلمات اليوم هنا وهناك حزناً وأسى على فقيد البلاد ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله، وأسكنه فسيح جنات، ما ذلك إلا مما يحسه هذا الشعب من حرارة الفقد تجاه رجل عمل لوطنه، ورافق تحولات أحسن فيها البناء، والتفاعل مع الأحداث بخبرة وحنكة قادت كيان هذا الوطن من عواصف قاسية شهدناها هنا وهناك إلى بر الأمان، ليظل الحب والوفاء والنبل والإنسانية مفردات مما بناه سلطان وإخوانه في هذا الكيان، وجسدوه في لحمة هذا الوطن.ورغم أن الحقيقة تؤكد أن الأمير سلطان بن عبد العزيز في ذمة الله عز وجل ولكن سلطان الخير بأعماله المجيدة باقي بنهجه الطيب ورسالته الخالدة المستمدة من مدرسة أبيه مؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز رحمه الله وأسلوب حياته الإنسانية التي تدل على عمق تأثيره البالغ في شتى مناحي الحياة.

وكلنا في هذه البلاد المكلومة بفقد سلطان يتذكر مواقف جليلة ونبيلة ارتبطت بهذه الشخصية حيث كان يعطي بسخاء ويلبي احتياجات من يلجأ إليه بعد الله... إنه بحر من العطاء وممن وفقهم الله لزرع الأمل في النفوس البائسة، ولهذا نال رحمه الله بجدارة واستحقاق لقب سلطان الخير لحبه للخير، وكان يحمل قلباً نقياً صافياً مبتسماً متفائلاً، حريصاً على مساعدة المحتاجين والمساكين والمعاقين والمعوزين والمرضى، وكان سخياً كريماً يعطي مما أعطاه الله بطيب نفس وراحة بال. رحم الله أبا خالد وأسكنه الجنة.

رحم الله الأمير سلطان رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون. وأختم بقول الله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

* أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة/المشرف على مكتب حقوق الإنسان بالمدينة المنورة

 

سلطان باقٍ في قلوب الجميع بأعماله الجليلة
محمد بن شديد العوفي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة