Thursday 27/10/2011/2011 Issue 14273

 14273 الخميس 29 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

فقيد العالم سلطان
عبد الله الرزقي

رجوع

 

رحم الله سلطان الوفاء والتَّواضع، إن جغرافية محبة الأمير المحبوب سلطان بن عبدالعزيز- رحمه الله- لم تقتصر على الأسرة المالكة ولا على المحيطين به أو القريبين منه ولا على شعبه، بل ثبت أن جغرافيا محبة هذا الرجل امتدت إلى كل قارات العالم ليس لما يملكه من وجاهةٍ أو مكانة أو رتبة أو لأمر من أمور الدنيا، بل بما يتصف به من إنسانياتٍ رسخت في عقول وفي نفوس العالم.

رحل وبرحيله اهتز العالم لفقده، إن إنسانيات سلطان، من شفقه ، عطف ، رحمة ، غوث ، عون ، بذل ، تواضع ، تفاعل مع الآخر ، تساجم ، فكر ، تعايش هي الانطباع الراسخ في قلوب ونفوس النّاس كأعظم وأبقى من النقش على الحجر ، وسيبقى في الأجيال جيلاً بعد جيل سيضل يُستفاد من موسوعة «إنسانيات سلطان» تلك الإنسانيات التي فقدها العالم في شخص سلطان فبكى عليها شرق الأرض وتأسى عليه غربها ، وحزن عليه شمالها وأسف عليه جنوبها ؛ فالأرض ( تنعى سلطان) إنه بحق ليس فقيد الشرقين الأوسط والأدنى بل هو فقيد العالم بأسره، إن موجب البكاء على سلطان ليس فقط لما كان يقدمه في وجوه الخير والإحسان والشفقة وغير ذلك ، وإنما أيضا لأن سلطان ممن كان يعمر الأرض بالإصلاح بين النّاس، وبإنقاذ الرقاب من حدود السيوف وبتوطيد العلاقات وإصلاحها وترميمها بين الدول انطلاقاً من (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم).

أعلم أن الأمير سلطان، حقل ٌوبستانٌ مثمر، ولمن يريد أن يدوّن أو يكتب عنه فسيرته سيرة غنية وثرية بكل مفيد، وهي سيرة يعرفها القاصي والدّاني رأينا منها شذرات في وسائل الإعلام المختلفة؛ فنحن ندعو إلى التركيز على الجانب الإنساني في كتابة سيرة الرجل بعنوان، فهو رجل صالح مصلح عمر الأرض حباً وسلاماً وتواضعاً قبل أن يملأها حناناً وشفقة وإحسانا، وإن من الشواهد على محبة سلطان في نفوس شعب هذه البلاد أن أبناء تهامة وتحديداً في العرضية كانوا في استقبال الأمير سلطان في عودته البرية من منطقة عسير سابقا باتجاه منطقة مكة وقبل وصول سموه رحمة الله إلى المخيم ، وأثناء نصب المخيم في موقع صلب حجري وهم يدقون الأوتاد قال أحدهم الأرض والصخر شديد قال الآخر تعبيراً عن مكانة سلطان رحمة الله وكناية عن محبته، الصخر والحجر يلين من أجل سلطان هنا تقف بنا المساحة، وقطار الكلام عن أبي الأيتام لا يتوقف نسأل الله له الرحمة. والقبول نسال الله له جنة عرضها السماوات والأرض.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة