Saturday 29/10/2011/2011 Issue 14275

 14275 السبت 02 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

زوايا

فقيد الوطن

نايف أمن وأمانة

متابعة

الرياضية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

نايف.. أمنٌ وأمانة

      

ما تعوّدت الكتابة عن الأفراد، إلاّ حين يكون الموقف شهادة حق لهم..,

وإنْ كان صاحب الحق فيما أقول الآن، أعرف أنه لا يرتضي أن يكون محوراً...

هذا هو نايف بن عبدالعزيز... الرجل العميق, الهادئ، الثاقب، المسؤول بمعنى الكلمة...

لكن،...

منذ عهد تطول حلقاته،... وتتعدّد مواقفه،... وينصع فيه نايف بن عبدالعزيز,...

نصاعة النور في جلاء العطاء, بلا مقابل,... إلا فداء البذل...

للوطن..., لأفراده..., لمآزقهم.., وكروبهم.., لحيرتهم..., وشتاتهم..., لهدايتهم..., وصواب رحلتهم...,

عندئذ ينبسط العهد بتفاصيله في ذاكرتي...،

وإني الفرد في جماعة..، ما عرفت نايف بن عبدالعزيز شخصياً...

لكنني عرفته عند المناداة أول المجيبين.. شخصاً يقف عند الصوت من خلف الباب، وعلى القرطاس عند الكلمة بل الحرف..، وللاستنجاد أول المقبلين... وكثيراً ما فُرِّجَتْ به كُرَبٌ، وأُطلقت به قيود, وكُشفت به حقائق.. دون أن يدري كم من الدعاء قد صعد للسماء في موازينه..., وكم من لحظة فرح شمل نايف بها من لم يخيب الثقة فيه،...

ومقاعد المسؤولية، أو مواقف الإنسانية تقدم الفرد لأن يتولّى أمور من يرعاهم.. أو يعرفهم، أو من يلجأون إليه، وفي ذلك الوقت، ومن ثم في سواه، عرفت شخصياً نايف بن عبدالعزيز،.. إذ شهدت مواقفه لامرأة ظُلمت، وطفل حُرم، وأسرة أغلقت منافذ الهواء التي من حولها، وظلام أرخى سدله على صغار لا يعرفون تهجئة اسم الدرب.., أو رسم الطريق...

تعرّفت فيه سلوك المسؤول, المخلص, الصادق, المبادر،...

وهو يجيب، كما أن ليس لديه إلاّ أن يجيب...,

يبادر، كما لا يصدق فرد عادي, في مجتمع شاسع، أن تسمعه أذن.., وتنظره عين...، وتمدّ له يد شخص كبير مثل نايف بن عبدالعزيز, بكل ما أوتي من حزم، وطيبة..., من وعي.., وحنو..., من حكمة..., وحضور...، بلسان تستقيم في لفظه الحروف.., تتدفّق ببيان مؤثر.., بفصيح عبارة تبلغ.., وعميق دلالة تصل...، تقنع, وتمنع،... تحفز، وتصد،... تمد، وتقصر،...

للخير تقنع, وتحفز, وتمد،...

وعن السوء تمنع، وتصد، وتقصر...

عرفت نايف بن عبدالعزيز.., لا تغيب عنه معلومة عن فرد...، بينما هذا الفرد لا يحسب أنّ في ذاكرة هذا المسؤول الكبير مكاناً له ا.. امرأة أو رجلاً...

والمواقف في حلقات العهد بهذا القائد, أمين هذه الأمة، لا تحصى, ولا تحصر..

ولعلّ أقربها للقول عن تلك الغمامة السوداء, التي حلّت بشباب هذه الأمة، إذ ما كان لها, ولن يكون لها أن تنقشع عنها، ومن ثم تُسفر لها عن وجهها، لولا حكمته، وهو يحمل على ساعده العبء, بل أعباء الإرساء لأمنها، والذّود عن أسوارها، والتصدّي لحسّادها، والتطهير لرواسب السيول الآتية من فجاج ما حولها... هذه الأمة التي تنام وأبواب بيوتها مشرعة.. لها أن تذود معه عن هذا الأمن، فتؤازر مسيرته، وتشدّ من عضده، وتقتدي بحكمته... وتنهج في يومها، وليلها أن تكون معه العيون، والسواعد، والآراء، والأفئدة والعطاء... لتبقى أبواب بيوتها مشرعة لا يأتيها طائف من ريح...

ولئن كان له أن يقيض الله فيه ثقة راعي هذه الأمة, فيكون من قبل نائباً ثانياً لولي عهدها رحمه الله، إلى جانب مسؤوليته عن شؤون حمايتها، واستقرارها, واطمئنانها،...

فلقد استحق بجدارة أن يصبح الولي لعهدها, من بعد، ذلك لأنه رفع على ساعديه هذه المسؤولية.., مذ أرخت له زمامها بكفاحه وصبره.., حين طوّع هو لها قدراته، وذكاءه، وحكمته, وفطنته،..

ومن قبل، ومن بعد، قلبه، وعقله...

بارك الله لهذه الأمة, أن يكون نايف بن عبدالعزيز ولي عهدها...

ووفقه لأن يكون العضد، والسند لقائدها، وراعيها حفظه الله..

ونسأل الله أن يعينه، ويشدّ من أزره، ويحسن بطانته، ويهيئ له الخلص، ويجعله في نور من رضاه، وتوفيق من هداه، ويهبه تيسيراً في خطاه... وينفع به أمته.. ويحفظ به أمنها وقيمها، وسلامها وفرحها.. ويديمه معافى، محفوظاً.

 

لما هو آت
نايف بساعديه...
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة