Sunday 30/10/2011/2011 Issue 14276

 14276 الأحد 03 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

زوايا

الإعلانات

وحدة وطن

متابعة

دوليات

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

 

رسالة مفتوحة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز
محمد بن حمد الدبيان

رجوع

 

فجعت الناس، فحزنت القلوب، وجهش الكل بالبكاء، فذرفت العيون دموع الألم والحرقة، على فقيد الوطن الغالي المملكة العربية السعودية، وفقيد الأمتين العربية والإسلامية، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رحمة الله.

بهذه المناسبة المؤلمة، أرفع أحر التعازي والمساواة لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وأخوته، وأنجال الفقيد والأسرة السعودية والشعب السعودي الوفي، الحمد لله على قضائه وقدره، والحمد لله الذي كافأ الصابرين على صبرهم عند المصائب.

سمو الأمير سلطان رجلً عرف بالسمات العالية الطيبة، وبالأخلاق النبيلة، صاحب ابتسامة مضيئة خيرة، يمنحها لكل إنسان يقابله، فسموه رحمه الله، كان شعله خيراً ومسرة لكل من سأله مسألته، أو طلب شفاعته في أمر، فيحقق له رغبته، وينفذ له ما طلب، حتى يدخل البهجة والسرور على قلب هذا الإنسان وأسرته فسلطان الخير، لم يقتصر عطاؤه إن بذل النفس والنفيس في خدمة كل متضرر أو محتاج، فقد تعدى ذلك إلى نظرة واسعة ثاقبة، لما تعاني منه الإنسانية في الوقت الحاضر، وما سيحل بها في المستقبل القريب أو البعيد، لذلك ركز من خلال سعة اطلاعه، وحقق الكثير من رغباته، حيث اهتم بمشكلة المياه، فأطلق أيدي العلماء والباحثين المتخصصين لإعداد البحوث والدراسات الفنية في الهيدرولوجي، إن كان في المملكة أو في بعض الدول العربية والإسلامية، حيث إسهاماته الفكرية والعلمية تعدت حد التصور في هذا المجال، كما اهتم سموه رحمه الله بمجال البيئة وحمايتها، وذلك بإيجاد جهة معنية في هذا المجال، ومحميات للحياة الفطرية، كما لم يغفل سموه بأهمية اللغة العربية ودعمها ونشرها في الدول غير الناطقة بها، ففتح صندوق باسم سموه رحمة الله لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو التي تعنى بالتربية والثقافة والعلوم.

فعندما يأتي ذكره العطر رحمة الله في ذهن أي محب لسموه، يجب ألا ينحصر خيال المتذكر لسلطان الخير الذي ساعد الناس، بل لا بد أن ينظر بنظرة شاملة، فنجد أن سموه رجل حكيم فاضل، تعددت أنشطته، وكثرت إسهاماته الإنسانية في كثير من مجالات الحياة.

هذا الكم الهائل من النجاحات التي حقق منها الكثير من الأمنيات والرغبات، التي أصبحت كلها واقعا ملموسا شهده القاصي والداني، فتلك الموروثات الرائدة التي التصق نشاطها، وعائدها الخدماتي، باسم مبدعها ومهندسها سلطان بن عبد العزيز رحمه الله

ولكون اسم سموه ساكنا في قلوب الناس في المملكة وخارجها، ورغبة في تعريف الأجيال القادمة من خلال ما سيسطره التاريخ له بمداد من ذهب، وتذكير الناس به وبأعماله على الدوام، هذا يحتاج إلى تواصل وعمل، فقد تكون مهمة التذكير عبر السنين مسئولية أبنائه البررة فهم المناط بهم العمل الجاد وفاء منهم لوالدهم، وما حقق في حياته من نجاحات.

ولكون سموه رحمه الله أنشأ مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، فأني أتقدم لسمو الأمير خالد بن سلطان بهذا المقترح الذي أجدة مناسباً، وأقل ما يقدم لسموه رحمة الله، فعلى المؤسسة إيجاد جوائز عالمية سنوية متنوعة، تحمل اسم سموه، على سبيل المثال لا الحصر، على النحو التالي:

- جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية، لأبحاث المياه والهيدرولوجي.

- جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية، للبيئة وحمايتها.

- جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية، لآداب اللغة العربية، والمحافظة على مخطوطاتها.

هذه الجوائز العالمية تعطي لكل من عمل في أحد تلك المجالات عملاً متميزاً، يخدم البشرية، ويتم اختيار المستحق بموجب المعايير الدولية لمنح الجائزة أسوة بالجوائز العالمية المتعارف عليها الآن، وقد يجد سمو الأمير خالد وإخوته التوسع في الجوائز في شتى المجالات التي كان لسموه رحمه الله إسهامات فاعلة.

أمل أن يلقى هذا المقترح القبول والاستحسان من قبل سمو الأمير خالد بن سلطان وإخوته، وأن نسمع عن الجوائز العالمية التي تحمل اسم سلطان بن عبد العزيز رحمه الله في العام القادم إن شاء الله.

أسال الله العلي القدير، أن يتولى سموه رحمه الله بمغفرته، وأن يدخله أوسع جنانه، لما قدم للإنسانية، ولكل محتاج ومتضرر، اللهم آمين.

- باريس

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة