Sunday 30/10/2011/2011 Issue 14276

 14276 الأحد 03 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

زوايا

الإعلانات

وحدة وطن

متابعة

دوليات

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

قال تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } وقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.. المصاب جلل الواقع على النفس شديد. كما أن الصوت واسطة التعبير. فالقلم بالنسبة لي هو تدفق روحي بالنسبة للمغفور له بإذن الله عزَّ وجلَّ سيّدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز.. ولكن هذه سنّة الحياة ومشيئته في خلقه فله سبحانه وتعالى الأمر من قبل ومن بعد قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}.

الحياة مسارب تجعل المرء يقف ليتأمل قدرة الله عزَّ وجلَّ في هذا الكون وقد جعل الله لبعض خلقه في نفوس عباده محبة فتجدهم دائماً يذكرون هذا الإنسان بخير، علماً منه تبارك وتعالى بمسارب نفس ذلك الإنسان فيخصه بالذكر الحسن والثناء الجميل والمحامد الطيبة. وها نحن ندعو لك يا أبا خالد.. اللّهم ارحم الفقيد وأسكنه فسيح جنتك.. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة. اللهم اجعله من الذين يأخذون كتابهم بأيمانهم يا رب العالمين.

لقد استوقفت نفسي قبل كتابة هذه الأسطر المتواضعة فوجدت النفس ميالة لأن أقول ما منحني الله إياه تجاه الفقيد الغالي.. نعم لو أردت ذكر حسناتك وعطائك اللا محدود (يا أبا خالد) لأخذ مني هذا الشيء الكثير.. لقد أحبك الكثير من خلال روحك الطيبة ووجهك البشوش وعطفك الأبوي الحنون.. لقد مددت يد العون والمساعدة بكل من قصدك، واسيت الضعيف وقضيت حاجته وما قدمته من أعمال إنسانية إنما هو لوجه الله عزّ وجلَّ.. قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (105) سورة التوبة.

إن الأخلاق الحسنة والتواضع من صفات المؤمنين يقول صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يألف ويؤلف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفسهم للناس).

أيها الأحبة أعرف تمام المعرفة أنكم تعرفون هذا الشيء وأكثر ولكن هذا لا يمنعني مما أود قوله..

نعم، بالنسبة لواقع الألم قد يكون الأعمى في هذه الحياة أفضل من البصير لأن اهتمامه يكون منصباً على الصوت الذي يسمعه والبصير قد ينفعل بما يراه مما لا يمت إلى الصوت الذي يسمعه بصلة إما إذا كانت واسطة التعبير تعتمد على الضوء فإن الأعمى يجرد من الميزة التي كانت له على أخيه البصير.

نعم، لقد شهد الشرع والعقل بفضله واتفقت الآراء والألسن على شكره بعد الله عزَّ وجلّ وهو في نفوس الكثير والكثير حقيقة بتلك الخصال الحميدة.

أيها الراحل يا صاحب العطاء المتواصل والخدمات الإنسانية حتى جمعت قلوب المحتاجين إليك بفضل ما تجود به يمناك التي ما زالت هي العليا الفياضة بالخير دائماً. يا من حملت الطفل الصغير فقال لك إني أحبك فقلت له أنت إنني أحبكم، يا من واسيت الأرامل وقضيت حاجاتهم، يا من اعتقت رقاباً كثيرة من حد السيف.

ليس لنا إلا أن ندعو له بالمغفرة والرحمة إن شاء الله، فقد قال الله تبارك وتعالى لسيد الخلق {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }. فالعزاء لنا جميعاً.

الرياض

 

وغابت الابتسامة
ناصر عبدالله البيشي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة