Monday 31/10/2011/2011 Issue 14277

 14277 الأثنين 04 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

زوايا

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

فضح واستئصال القيادات الفاسدة

 

لأنّ النظام العربي مبنيٌّ على عدم الوضوح والتورية والبُعد عن الشفافية ومصارحة الإنسان العربي بالأوضاع، وصلنا إلى هذا المستوى السيئ، الذي جعل العديد من القوى الإقليمية تبحث عن أدوار لها على الساحة العربية، مغيّبة الفعل والدور العربي، الذي يُفترض أن يكون سيّد قراره، لا أن يوظّف لخدمة مصالح الآخرين، بل ومساعدتهم على تحقيق أطماعهم.

ولأنّ السياسة العربية ظلّت تعمل في غرف مغلقة، فقد شجّع ذلك بعض القيادات العربية الطارئة للوصول إلى الحكم بأساليب غير شرعية وبلا فكر وحتى بلا أخلاق، مما جعل الفكر السياسي ينحرف عن مساراته الواجب السير عليها لتطوير الوطن العربي، وبدلاً من أن ينهج القادة العرب نهجاً يعتمد على خطط علمية وعملية، وفكر يبرمج مراحل التطوُّر ويشيع العدالة الاجتماعية والحرية، ويحافظ على كرامة الإنسان، تغيّبت كلُّ هذه القيم التي هي من صميم شريعتنا الإسلامية وثقافتنا العربية، فشهدت العقود الماضية تسلُّق العديد من القيادات العربية التي استبدلت القيم والأخلاق بالإرهاب والتخويف، وكان لابدّ من مواجهة تلك القيادات المنحرفة، لكن ذلك لم يحدث إلى أن فضحتها شعوبها، وكشفت عن آخر ورق التوت التي كان يستر عوراتها. الثورات العربية، التي أوضحت كم كانوا أشراراً ومجرمين من تولّوا قيادة بعض الأقطار العربية. إذ كان معروفاً ومتداولاً بأنّ تلك الأنظمة المنحرفة تمارس أساليب الترهيب والتهديد بنشر الأعمال الإرهابية، وتنفيذ الاغتيالات للقادة الذين يعارضون مسلكهم المشين ليس داخل نطاق القطر الذي تحكمه بل تهدد الأقطار العربية الأخرى، وقد نفّذوا تلك التهديدات فعلاً بالتخلُّص من السيد رفيق الحريري، ونظّموا عمليات اغتيال أخرى، إلاّ أنّ الله أحبط مكرهم.

السكوت عن تلك الأفعال والقبول بهذه القيادات المنحرفة، هو الذي أوصل العرب إلى هذه الحالة المشوّشة، التي لا تتوافق مع تاريخ هذه الأُمّة وإمكانياتها، ولهذا، ومن أجل معالجة الأوضاع، وإنقاذ الأمة العربية دولاً ومواطنين، فإنّ الخطوة الأولى التي تجب على القيادات العربية، أو ما تبقّى من القيادات العربية النظيفة، أن تتعامل بصراحة وشفافية مع شعوبها، وأن تكشف من يتآمر على حاضر الأُمّة ومستقبلها، من أمثال قادة اكتسبوا صفة العمالة بجدارة لأفعالهم التي فضحها الربيع العربي، وعلى القادة النظاف أن يكشفوا ما تبقّى بشجاعة القائد، وأن يمارسوا النقد الذاتي الصادق، مثلما طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت..

فقد كان مطلبه - حفظه الله - مطلباً صادقاً كان في وقته يمثل إنقاذاً لمن ضلّ الطريق، إلاّ أنّ العزّة بالإثم سيطرت على تلكم القادة الذين لفظتهم شعوبهم، ومنهم مَن ينتظر يترنّح أمام ضربات الشعوب الثائرة.

إنّ نقداً ذاتياً صريحاً وصادقاً وشفافاً من قِبَل القادة النظاف، وكشف كلّ من يتآمر على الأُمّة ويسلك طريق الأشرار.. هو الذي سيعيد الأُمّة العربية دولاً وشعوباً إلى وهجها الحضاري والإنساني.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة