Monday 31/10/2011/2011 Issue 14277

 14277 الأثنين 04 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

زوايا

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

 

سلطان بن عبد العزيز.. "تاريخ في رجل"
عبدالله بن علي الجارالله

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا يمكن لك أن تقرر الكتابة عن «تاريخ» فتلمَّ به، لأن هناك تفاصيل كثيرة تكبر عند كل ذي شأن، والأمير سلطان بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ كان «تاريخ في رجل»، له يد طولى في كل مجال، إضافة إلى اهتماماته في مجالات السياسة والشئون العسكرية والعمل الخيري والإنساني، والمسؤوليات العديدة التي لا يتسع المجال لحصرها، لذا كان يشكل «سلطان العطاء» حضورا فاعلا ومتمكنا في الجوانب الثقافية من خلال الاهتمام بها ودعمها وتشجيعها والإنفاق عليها بسخاء بما يجسد حضور هذا البعد في وجدانه واحتلاله مساحة رحبة في حياته.

مثلما أن رحيل ولي العهد سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ كان خسارة كبيرة للدولة والأمة وللجوانب السياسية والخيرية والإنسانية، فإن رحيله أيضا كان خسارة فادحة للوسط المعرفي والثقافي، باعتبار سموه ـ رحمه الله ـ كان راعياً مميزاً له، فقد أرسى نموذجا يحتذى به للعمل في مجال المعرفة والثقافة من خلال حرصه على دفع عجلة النشاطات والإصدارات بمختلف المناسبات سواءً كانت داخلية أم خارجية، إلى جانب تأسيس الكثير من منابره ومظاهره، وقد التقيت سموّه في كثير من المحافل الثقافية والمناسبات الرسمية بحكم إشرافي الإداري والفني على افتتاح العديد من المهرجانات كالجنادرية وغيره وإخراج الحفلات الرسمية التي يشرفها سموه في مناطق المملكة، وفي كل مرة كان يضع بصمته على ما يراه، ويدلي برأيه مسنداً بالثناء وليس خالياً من التوجيه لكل المشاركين في تلك المناسبات، ضارباً أروع الأمثلة في التواضع والتواصل بين المسئول والناس.

ولا ننسى أن سموه ـ رحمه الله ـ وهب كل ما يخصه في مشروع الموسوعة العربية العالمية إلى مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، حرصاً على إنجاز هذا المشروع الضخم وهو يتابع العمل ويوجه باستمرار لانجازه في الوقت المحدد وبالكيفية المطلوبة، دليلا على اهتمامه بكافة أوجه المعرفة والثقافة.

ولم يكن هذا المشروع وحده الذي يبرز دور الأمير سلطان في خدمة الثقافة والمثقفين في العالمين العربي والإسلامي، لأن له إسهامات شخصية تعكس مدى تشربه الثقافة، واهتمامه بها كعنصر مهم في حياة الشعوب، لا يقل عن بقية الجوانب الأخرى، وهو ما تردده عنه شخصيات كبيرة ومسئولة في مختلف دول العالم، وبقينا نردده عنه ونسعى على أثره إيماناً منا بأفكار هذا الرجل الحكيم والأمير المحبوب.. رحل «سلطان» وبقيت أعماله تتحدث عنه، رحمة الله عليك يا «سلطان الخير».

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة