Monday 31/10/2011/2011 Issue 14277

 14277 الأثنين 04 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

زوايا

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

 

رحم الله سلطان العطاء وتحية لسلمان الوفاء

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(مات سلطان الخير) حقاً إنها فاجعة اهتزت لها أركان البلاد والعباد والأمة والعالم كله، فالأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - هو أمة في رجل، وهو رجل لا ككل الرجال ففيه اجتمعت صفات يندر أن تجتمع في رجل واحد، و فهو قد نال شرف الانتماء لأمة خير البرية صلى الله عليه وسلم، ونال شرف النسب من طرف أبيه ومن طرف أمه - رحمهما الله - كما أنه نال تربية إسلامية نبعت من عقيدة صافية صحيحة، ونال أيضا شرف التعليم والتأديب والتربية على يدي والده ووالدته - رحمهما الله -، ومما نال سلطان - رحمه الله - أيضاً الحنكة والسياسة والمشاركة الفعالة والدور الرائد في إدارة الدولة الإسلامية الحديثة، فمنذ نعومة أظفاره وهو يضطلع بمهام إدارية وسياسية كبيرة وهامة جداً، ومما نال أيضا الوجاهة والرئاسة و الريادة والقيادة غير أن ذلك لم يُدخل في نفسه ولا مثقال ذرة من كبر بل كان إنه بحق آية في التواضع، فقد كان طوال سنوات عمره متواضعاً سمحاً هيناً ليناً قريباً من الجميع وخصوصاً من ذوي الحاجات ممن لا يؤبه بهم بل ممن يردون عند الأبواب، غير أن سلطان لا يردهم بل يذهب إلى أبعد من ذلك فهو الذي دائماً يقربهم ويمسح دموعهم ويستمع إلى شجونهم ويهتم بشؤونهم ولا يقتصر في فيض بره وعطفه وحنوّه على ذوي الحاجات من السعوديين بل من العرب والمسلمين بل شمل بفيض بره وعطفه وحنوّه بصورة شاملة المحتاج والضعيف دون النظر الى دينه، وهذا - والله - هو العطف والعطاء والحنو، كما أنه ينفق ذات اليمين وذات الشمال ويصدق فيه أنه ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر وحقاً هذا هو الثراء الحقيقي.

لا شك أن الحديث عن سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - حديث يقف عنده اللسان عاجزاً والقلم يائساً لا لشيء إلا لأنه يتحدث عن قامة عظيمة من قامات أمة الإسلام وهامة بارزة من هامات العروبة وطود شامخ في الأمة السعودية قاطبة.

ونحن نواري الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - الثرى لا شك أننا ندعو له ونقف تقديراً واحتراماً وشكراً لرفيق دربه ذلكم الرجل الذي لازمه في كل فترات علاجه حتى جاءت المنية فواراه الثرى بكل وفاء وإخلاص ذلكم هو الوفي النقي المخلص الشهم الكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمد الله في عمره - الذي زاد من شجننا وبكائنا حينما رأيناه يبكي بحرقة ولوعة أخيه الأمير سلطان، ولا عجب ولا غرو فسلمان بن عبدالعزيز هو بحق مدرسة في الوفاء والإخلاص وهو رجل تعلمنا منه الكثير ولا زلنا وسنتعلم منه المزيد - أطال الله في عمره -. اللهم اغفر لعبدك الفقير إليك سطان بن عبدالعزيز وارفع درجته في الْمَهديين، واخلفه في عقبِه في الْغابِرين، واغفر لنا ولَه يا رب الْعالَمين، وافسح لَه في قَبره ونوّر لَه فيه آمين.. آمين.. آمين.

أحمد بن محمد الجردان

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة