Monday 31/10/2011/2011 Issue 14277

 14277 الأثنين 04 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

زوايا

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

القيادة هبة إلهية، تحتاج إلى الحكمة والروية، والبعد عن الهوى، والنظر بعينين ثاقبتين والاستماع بأذنين حاستين، فالإنصات شارةٌ من شارات العقل واتخاذ القرار، المشورة مبدأ أساس من مبادئ القيادة، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.. يقيني أنه امتلك زمام تلكم المبادئ وحاز عصا السبق بها، تراه يسأل عن الحكم الشرعي، والنظام القانوني، وقافاً عند حدود الله لا يخش بالله لومة لائم، صاحب السمو قارئ من الدرجة الأولى يضع النقاط على الحروف، لازلت أذكر تلك المعاملة التي حارت واستعصت وكثرت أوراقها وأصبحت هما، وإذا بالأمير نايف يضع خطوطاً حمراء تحت بعض الأسطر ويتساءل وهل المقرضُ يقرضُ قرضا بهذا المبلغ؟! إذ إن المبلغ المختلف عليه يحتوي على كسور عشرية؛ فقال الأمير هذا المبلغ دليل على أن بينهما شراكة وليس قرضاً، ذلك أن أحد الخصمين ادعى أن ما استلمه من الآخر قرض وليس مخالصة بينهما، وعند التأكد وجد أن ذلك صحيحاً واعترف الخصم بذلك. فالأمير نايف يقرأ ما بين السطور متنبهاً، متيقظاً، فاحصاً مدققاً مدركاً لما تحت يده من معاملات، في كثير من الأحيان بعد أن نقدم له إيجاز المعاملة يطلب أساسها ويقرأها بتأنٍ وتؤدة ويوجه فيها التوجيه السديد. لا زلت أيضاً أذكر ذلك التقرير المكون من أربع عشرة صفحة قدمتها لسموه فقرأها برؤية المسؤول، وإذا به يرفع رأسه ويقول انبتر الموضوع، ثم أردف قائلاً: لا الأوراق غير متسلسلة، حيث الورقة الرابعة عشرة سبقت أختها ففك ارتباط الأوراق من مشبكها وأعاد ترتيبها بنفسه، وقال الآن استقام الموضوع وانتظمت الأوراق ولم يتذمر أو يتأفف، بل واصل قراءته ووجه التوجيه الذي ما زالت أذكره كان درساً بليغاً. درس آخر من مدرسة نايف ذي الحكمة قدم له استدعاء مكون من عدة صفحات من القطع الكبير كتب بأحرف دقيقة مع سوء بالخط، وأخذ يقرأه بإمعان، قلت له سيدي وكل استدعاء ستقرأه بهذا الأسلوب، قال هذه أمانة مسؤولون عنها، إما أن نقوم بحقها أو نتخلى عنها.

الأمير نايف صاحب حس إداري عندما أنشئت هيئة الادعاء العام كان يتابع إنشاءها أولاً بأول، وحرُص أن يكون أعضاؤها من ذوي الكفاءة بالشريعة والقانون، وأن يكون لهم كادر خاص لكي تستقطب القدرات والكفاءات؛ ويقول لنا دائماً أنتم مناط بكم حقوق الناس.. فالله الله بالحفاظ على تلكم الحقوق وهي أمانة في أعناقكم، الأمير نايف مدرسة، بل أستاذ في علم الإدارة والقيادة والعلاقات الإنسانية.. طرح الله له البركة في وقته تجده بمكتبة مستقبلاً ذوي الحاجات يعطي كلاً مطلبه، سماعاً لقضاياهم لا يمل من الاستماع وهبه الله سعة الصدر والتأمل وقراءة الموقف، قراءة يعجب صاحب القضية من سرعة فهمه لها، يعطي التوجيه بأحرف قليلة تحسم الموضوع، الأمير نايف تعلمنا منه الصبر والتصابر وأن المراجع له الحق إلى أن تنتهي قضيته فلا يتذمر من المراجع البتة حتى ولو راجعه مئات المرات منحه الله معرفة الرجال وسماتهم ومكانتهم، ينزل كلاً منزلته ويعطي كل ذي حق حقه.. الأمير نايف وقور بمشيته وبكلمته وهدوئه، يجمع بين الحزم والعزم، العاملون معه يحسبون حساب ما يقومون به إذ يدركون أنه يدرس المعاملة دراسة كاملة ويعلمون أنها ستقرأ قراءة فاحصة، إذ لا يوقع على معاملة إلا بعد أن يستوعبها ويدرك مضامينها، يقول لنا دائماً هذه حقوق الله وعباده فحق الله واجب وحق العبد أمانة وما نحن هنا إلا لخدمة المواطن والمقيم، لا خير فينا إن لم نكن كذلك، الأمير نايف عنده الضعيف قوي حتى يأخذ حقه والقوي ضعيف حتى يأخذ الحق منه، لا يحابي ولا يجامل هكذا عرفت ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز هادئاً ساكناً حكيماً وقوراً وقافاً عند حدود الله.. نسأل الله له العون والتسديد وأن يكون خير خلف لخير سلف.

* المستشار الشرعي لسمو وزير الداخلية

 

ولي العهد .. هكذا عرفتُه
سليمان بن عثمان الفالح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة