Monday 31/10/2011/2011 Issue 14277

 14277 الأثنين 04 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

زوايا

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ذلك الرجل الذي لم ينم له جفن عندما كانت البلاد تحت وطأة الإرهاب وعبث العابثين؛ فمسك العصا السحرية، وراح ينقب عن أماكنهم النتنة وجيوبهم ومخابئهم بهدوء لا مثيل له، وضرب بيد من حديد كل مَنْ حاول أن يزرع الفتنة أو أن يقتل بريئاً.

لم أعهد قلمي يمتدح أحداً إطلاقاً، لا لغاية معينة بل لأنني لم أعتد شكر أو مدح أو حتى وصف ما يقوم به المسؤول من واجبات موكلة إليه على أنها إهداءات أو مكرمات من لدنه، بل هي من صميم العمل المناط به والموكل إليه، لكنني وجدت نفسي مشدوداً لتسجيل بعض من صفات رجل أنيطت به إحدى أصعب المهام في هذه البلاد وفي هذا الوقت خاصة، وهي محاربة الإرهاب وتعزيز أمن المواطن والمقيم. كيف لا أمتدح رجلاً بهامة وقامة نايف بن عبدالعزيز وقد شهد له قبلي العالم أجمع بقدرته على مكافحة الإرهاب بل إعلان الانتهاء منه في المملكة.

لم أعهد سمو الأمير نايف حريصاً على منبر أو عدسة أو مايكروفون، عمل ولا يزال يعمل بهدوء وصمت بالغَيْن، وهما سمة الرجال الذين لديهم خطط يعملون لتحقيقها دون ضوضاء أو ضجيج.

ذلك الرجل الذي يجبرك تواضعه الجم على الحديث عنه في كل مكان وزمان، إنه مستمع جيد، مرهف الحس، يجيد فن الاستماع، ويتقن قراءة الوجوه، ويحسن الجواب بما يملكه من مخزون لغوي غير عادي وكم هائل من المفردات اللغوية التي يعرف كيف يصيغها ويضعها في مواقعها الصحيحة، وقدرته من خلال خبراته المتعددة على توظيف الأمثلة التي يختزنها في مواقعها الصحيحة ما يجعلك تستمع إليه مندهشاً، ترغب في ألا يتوقف عن الحديث وعن طرح المزيد من الرؤى والتوجهات والآراء التي يعتنقها.

لم أمدح في حياتي شخصاً مسؤولاً خشية اتهامي بالتزلف أو التملق، وباعتبار أن مدح الرجال مذموماً، لكنني أتشرف بالكتابة عن تواضع هذا الرجل الكريم الذي ما إن سأله أحدهم عن أمر إلا وأثارك جوابه؛ يتحدث بعفوية بالغة دون تحضير، تُبهرك أجوبته أو حديثه بشكل عام، يتحدث أمام الحشود بكلمة ارتجالية يقنعك بها وكأنه يقرأ من كتاب. رجل لا تمل سماع منظومته الأيديولوجية من آراء وتوجهات، رجل يقوم بتوظيف خبرته الطويلة فيما كُلّف به من عمل، رجل يحمل رؤية من أجمل ما سمعت وشهدت، رؤية فيها من التجرد والبُعد عن النرجسية الشيء الكثير، إنه يؤمن بالعدل والمساواة، يؤمن بأن حديثه ليس موجهاً لشخص أو فئة معينة؛ فالجميع يفهمه، ويفهم توجهاته ورؤاه.. أوليس في ذلك سمة من أوتوا مهارة الإدارة، وأي إدارة؟ إنها الإدارة الوطنية.

المسؤولية في قيادة مؤسسة حكومية كبيرة كوزارة الداخلية وما تحمله من رسائل ومضامين من أجلها القيام بوضع خطط وتوصيات لتشريعات تصب في صالح أمن وأمان المواطن وتقف إلى جانبه للوصول به إلى الحياة الكريمة المنشودة عبر وسائل عديدة إنما مسؤولية ليست بالسهلة، وحسبي أن زمام أمورها بيد رجل بحجم نايف بن عبدالعزيز، أضف إليها أنه أصبح ولياً للعهد نائباً لقائد الأمة عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي اختاره كما اختارته هيئة البيعة لهذا المنصب؛ فهو لا يحتاج إلى من يمتدحه أو يمتدح ما قدمه لبلاده، سواء على صعيد محاربة الإرهاب أو على صعيد ضبط الأمن والأمان في البلاد. بارك الله لنا في مليكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز، وأطال الله في عمره، وأبقاه ذخراً للأمتين الإسلامية والعربية، وبارك لنا في عضده الأيمن نايف سيف الدولة وحارسها، وأعانه الله على ما تولاه من مهام جديدة هو جدير بها، وهي جديرة به. وإلى لقاء قادم إن كتب الله.

dr.aobaid@gmail.com
 

من وكيل أمير الرياض إلى ولي للعهد.. نايف سيف الدولة وحارسها
د.عبدالله بن سعد العبيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة