Tuesday 01/11/2011/2011 Issue 14278

 14278 الثلاثاء 05 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

زوايا

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

عُرفت المملكة العربية السعودية منذ أزل أنها بلاد تنعم بالكثير من أمن الاستقرار السياسي الداخلي وتنعم بوظائف البعد لعمليات الحفاظ على مملكة تكون متماسكة بقواها وأعمدتها برجال توارثوا ذلك منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه -، فلا نجد ولله الحمد طوائف متعددة أو نعرات سياسية داخلية كما هو الحاصل ببعض الدول العربية، بل العكس وحدة أمن واستقرار فأدام الله علينا لباس الأمن والحفاظ على أرواح أبناء البلاد ومواطنيها، فهي نعمة لا بد أن تُشكر وسعادة يجب أن نحافظ عليها، الأمن والاستقرار هما ما يريدان المواطن، فالأحداث تتوالى ببعض الدول العربية وخير شاهد ما نراه في بعض الدول العربية تفككت وأصبحت مأوى لتفعيل دور الممارسات القمعية من رؤساء لا يجدون سوى إثبات وجود أسمائهم بكرسي الرئاسة واضعين مصلحة مواطنيهم عرض الحائط، ولكن نحن في بلاد الحرمين أنعم الله عليها بأسرة حاكمة هاجسها الأول المواطن والبحث عن أمنه واستقرار، منذ عهد المؤسس ومروراً بأبنائه لازالت بلادنا تنعم سنة تلو الأخرى وهذا بعد توفيق الله بحسن النوايا والبحث عن رضا المواطن والتمسك بالجانب الشرعي الإسلامي وهو سبب رئيسي وكيف لا والمملكة العربية السعودية لم تقم إلا على أهل راية التوحيد وكانت الشريعة الإسلامية هي صراطها منذ التأسيس، ويكفي فخراً أن لديها أقدس بقاع الأرض وأطهر الأراضي بوجود حرمين شريفين بمكة والمدينة، المملكة لن ترى أي شر بإذن الله وهي تدعم الإسلام وترتقي بكلمة التوحيد وتفعل أنشطتها الإسلامية، وأيضاً مشهود لها بحسن الجوار مع الدول وعلاقتها متينة حتى مع الدول الغربية لأن لديها سياسة وقناعة ولديها (سلام مع الدول) وأيضاً شعارها الإنسانية بمساعدة الدول، بالأمس كان الحزن مخيم على بلادنا، حزن أصبح حديثاً للمجالس، في فقدان سلطان الخير، الوجه البشوش، أمير الإنسانية، صاحب الأيادي البيضاء، فقدنا رمز وعمود من أعمدة الدولة الذي عُرف بمواقفه داخلياً وخارجياً، فقد اهتزت مشاعر المواطنين بفقدان سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، ذهب بجسده وبقيت آثاره على مدار أعوام مديدة قادمة، ذكراه سوف تُخلّد في مخيلة كل مواطن، حتى الأجيال القادمة سوف ينعمون بذكر سلطان الخير، فقد وضع بصمة سوف يكون صداها على مدى طويل جداً، إن الأمير سلطان بن عبدالعزيز ليس اسم عادي يتردد على ألسنة كل مواطن، بل هو إنسان سياسي محنك ورجل له باع طويل بالخبرة السياسية الخارجة والداخلية، عمل تحت غطاء عدة ملوك سابقين منذ عهد والده مروراً باخوته بالملك سعود ففيصل وخالد وفهد، تقلد بحقبة زمنية ماضية عدة مناصب ما بين قيادة ووزارات عدة وتنصب على إمارة الرياض ثم وزيراً للدفاع ما يقارب نصف قرن حتى وفاته رحمه الله.. تعددت الكلمات وانبثقت المعاني في رحيله ولكن قدرة الله فوق كل شيء.

ولإكمال المسيرة ولكون السلف يأتي لخير خلف أتى القرار الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، دلالة على المكانة الفعلية بالرجل المناسب للمكان المناسب، لم يكن يوم الخميس يوماً عادياً لدى الشعب السعودي فقد حانت الساعة الثانية عشر والنصف لسماع القرار الملكي، فالشعب لديه معرفة ودلالة حقيقية بأن سمو وزير الداخلية الأقرب لنيل ولاية العهد ولكن أرادوا السماع لتأكيد ذلك، فالفرح أنعم على الشعب ونال الطمأنينة الأكيدة، فنايف بن عبدالعزيز لديه الحنكة والخبرة، ولديه ما لديه من البعد بالنظر واتساع آفاق السياسة الداخلية، فخبرته كافية وكفيلة لتولي أي منصب رفيع بالدولة، فلديه وبجعبته الكثير، وقد حظي بذلك من إرث قديم من احتكاك ممزوجة بخبرة مليئة بقوة التحدي، فالتنظيم الإداري للمناطق والمحافظات من لدن سموه والتخطيط الإداري للأمن ومواكبة التطورات تأتي من متابعة حقيقية، فالداخلية هي المنظومة الحقيقية والجهاز الإداري الأول في أي دولة، فقد سخر سموه لتنظيم الحج بمتابعة حقيقية بعد توفيق الله، فأكثر من (ثلاثة ملايين) حاج يتواجدون بمنطقة لا تتعدى أبعادها عدة كيلومترات فكيف يأتي هذا الحفاظ الأمني على هؤلاء إلا بتوفيق من الله ثم من تسخير أجهزة الدولة المعنية بالداخلية لتنظيم هذا الملتقى السنوي، ومكافحة الإرهاب هو من وقف بوجه أصحاب الفكر الضال وسخر نفسه للقضاء على هذه الفئة التي زرعت الرعب لدى المواطنين. إن نايف بن عبدالعزيز سوف يقوم ما قام به اخوته من قبل من حنكة ودراية وطمأنينة وكما قال - حفظه الله -: إن هذا تشريف وتكليف.

خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هو ربان القيادة الحقيقية للبلاد فحفظه الله وأمد بعمره وجعله خير للبلاد، وحفظ الله البلاد من كل مكروه.

 

ما بين الحزن والفرح.. حفظ الله بلادنا!
مندل عبدالله القباع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة