Tuesday 01/11/2011/2011 Issue 14278

 14278 الثلاثاء 05 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

زوايا

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

 

الأمير سلطان الحاضر الغائب

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمد لله القائل: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} والصلاة والسلام على خير الأنام حبيبنا وقرة أعيننا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وعلى صحابته الميامين الكرام.

كان يوم السبت الرابع والعشرون من شهر ذي القعدة لعام ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين من الهجرة النبوية الشريفة يوماً حزيناً، ليس على الشعب السعودي فقط، بل على الأمتين العربية والإسلامية برحيل فارس من فرسان هذه البلاد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله تعالى-.. هذا الفارس الذي برحيله ذرفت عليه دموع الصغير والكبير رجالاً ونساءً شيوخاً وشباباً حزناً على رحيله وفراقه.. إنّ القلب ليحزن والعين لتدمع، وإنّا على فراقك يا سلطان لمحزونون.

نعم.. إن القلوب حزينة على فراقك يا سلطان الخير والعطاء رحلت وكان رحيلك أمرّ من رحيل الأهل والأحباب والأخلة والأصحاب.

كيف لا.. وأنت الرجل الذي له بصمات خالدة في هذا الوطن الغالي ونهضته المباركة ودفاعك عنه بكل ما أوتيت من قوة عن الحق، رادعاً للظالم وناصراً للمظلوم.

إنّ رحيلك يا سلطان الخير ويا حبيب القلوب قد أجهشت العالم الإسلامي بالبكاء لما عرف عنك من خصال حميدة وأعمال جليلة مباركة في خدمة الإسلام والمسلمين، يوم قدمتها أياديك البيضاء للشعوب العربية والإسلامية؛ كبناء المساجد والمدارس والمساكن وتقديم الغذاء والكساء والدواء لهم، مخففاً عنهم من آلامهم من جراء ما يصيبهم من النوازل والكوارث، فقد كنت يا سلطان الخير رجل المواقف الشريفة والنبيلة في كل مكان وزمان.

رحلت يا سلطان الخير والكرم والجود، ولكن لم ترحل من قلوبنا نحن أبنائك المواطنين الذين شملتهم بعطفك وحنانك الأبوي يوم قدمت لهم ما في وسعك من الغالي والنفيس من أجل رفاهيتهم ورفاهية أسرهم.

لقد فقدنا رجلاً عظيماً وقائداً فذاً، وكلنا نعيش في ألم وحسرة على فقيد الأمتين العربية والإسلامية سلطان القلوب الذي اتسمت حياته بالكثير من الإنجازات العظيمة الحضارية من تعليمية وصحية واقتصادية ودفاعية؛ هذه الإنجازات التي أبهرت العالم قاطبة، فبرحيله فقدت الأمة الإسلامية فارساً شهماً محنكاً مناصراً لقضايا أمته الإسلامية، ساعياً في توحيد كلمة إخوانه المسلمين، واقفاً معهم في كل صغيرة وكبيرة.. هذا عن سعيه سعياً حثيثاً بجانب أهل الحاجات، كإعانة الملهوف مهما كان جنسه وعرقه، فهو لا يفرق بين المسلمين. فقد كان رحمه الله كما قال سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- جمعية خيرية متحركة بتقديم الأعمال الخيرية في شتى بقاع المعمورة.

وقد كان رحمه الله رحمة واسعة من الساعين لتوحيد الصف العربي وتقريب وجهات النظر وتوحيد الصف العربي وتجاوز الخلافات وتعزيز التضامن العربي والعمل المشترك بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية، لما فيه خيرها وإصلاح أحوالها.

وكان رحمه الله من الرواد البارزين في إزدهار النهضة السعودية فقد كرس حياته لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه الذي بكى عليه وذرف الدمع لفراقه.

وحقيقة.. مهما تحدثنا عن فقيد الوطن البار سلطان الخير لن نوفيه حقه رحمه الله، ولكن برحيله نقول لم ترحل خصاله الحميدة وأفعاله الجميلة وعطاياه الكريمة.. فستبقى يا سلطان محفوراً في قلب كل مسلم ومسلمة -رحمك الله-.

وفي الختام: لا نقول في مصابنا الجلل إلا: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. نسأل الله العلي القدير أن يرحم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمة واسعة، وأن يصبغ عليه شآبيب رحمته، اللهم نور له قبره ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد عن خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً اللهم ثبتنا في الحياة والممات.. آمين يا رب العالمين.

عبدالعزيز بن عبدالله الجبيلان

إدارة التربية والتعليم بعنيزة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة