Tuesday 01/11/2011/2011 Issue 14278

 14278 الثلاثاء 05 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الإعلانات

زوايا

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

فجر يوم السبت الموافــــق 24-11-1432هـ اســتيقظ الشعب السعودي الوفي على خبر وفاة الأمير النبيل والسياسي المحنك ذي الرأي السديد والكرم والجود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -. لا شك أنها فاجعة، ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في الصبر على فراق أطهر البشر؛ فبرغم حبنا للفقيد إلا أنه ليس لنا أن نجزع جزع الناقمين، وبرغم أثره الحسن على الجميع فليس لنا أن نغالي في العويل، ولكن لنا الدعاء بأن يرحمه ربه ويلهمنا الصبر في فقده، ولنا أن نذكر من محاسنه ما يسلينا ويؤنس وحشتنا؛ لهذا قلت مخاطباً الثرى يا سيدي:

أخلصت في عملك فشيدت درعاً حصينة لبلاد الحرمين الشريفين، وشاركت العالم في حرب تحرير الكويت، ورابطت مع المرابطين في حرب فلسطين، وبنيت أسطولاً ضخماً للطيران المدني، وتحملت بأمانة ولاية العهد فراعيت حقوقها؛ فكنت خير المعين ونعم المشير، ولم تنسَ الفقراء حتى قرنوا اسمك بالخير، فكنت سلطاناً للخير، أنفقت إنفاق من لا يخشى الفقر، بذلت بذل من لا يعبأ بالحساب، وأحسنت إحسان من لا يعرف الكره، فكم فككت بيدك الكريمة من الرقاب، وكم آويت من متشرد، وكم واسيت من أرملة، وكم كفلت من يتيم، وكم مَنّ الله بالشفاء على من تكفلت بعلاجه، وكم وكم.. لماذا؟ لأجل هذا اليوم، يوم الحق، يوم الفراق الصعب على النفوس. كنت رائد العمل المؤسسي الخيري، وصلت أياديك البيضاء إلى كل محتاج من فرد ومجتمع، لم تفرق بين جنس ولون ودين، راعيت أن الخلق كلهم عيال الله. إن كانت النفوس اليوم قد حزنت فعزاؤها أنك أوقفت عمرك لهذا اليوم، رحلت عن هذه الدنيا بعد أن وعيت قوله تعالى: وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ، فوفيت عهدك لمن اختارك معيناً ومشيراً، تركت هذه الدنيا بعد أن أدركت معنى قوله تعالى: أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا ، فأمنت ثغور البلد الحرام، غادرت هذه الدنيا بعد أن سعيت للبر امتثالاً لقوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ، فواسيت كل ذي حاجة، ولبيت كل ذي مسألة. فارقتنا ولم تكن الأول ولن تكون الأخير؛ فهي سنة كونية، ولكن فرق بين أن يقال مات فلان رحم الله أموات المسلمين وأن نلح في دعائنا اللهم ارحمه بما قدم للإسلام والمسلمين، اللهم ارحمه بما حفظ عهده، اللهم ارحمه بما أمن ثغور بلد الله الحرام، اللهم ارحمه بما فك من الرقاب، اللهم ارحمه بما آوى من المشردين، اللهم ارحمه بما واسى من الأرامل، اللهم ارحمه بما كفل من الأيتام، اللهم ارحمه بما استشفى من المرضى.. آمين. و{إنا لله وإنا إليه راجعون}.

وكيل دائرة التحقيق والادعاء العام بمحافظة ثادق

Dr_almarshad@hotmail.com
 

فقيد السياسة والرأي والكرم
د. عبدالرحمن عثمان المرشد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة