Wednesday 02/11/2011/2011 Issue 14279

 14279 الاربعاء 06 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الرئيسية

الأولى

الاقتصادية

الريـاضيـة

دوليات

متابعة

تغطية خاصة

الركن الخامس

 
 
 
 

وحدة وطن

 

هؤلاء حكامنا وولاة أمرنا.. فجد لي يا زمان بأمثالهم
عبدالعزيز محمد الروضان

رجوع

 

نحن شعب المملكة العربية السعودية جاد ومازال يجود الله علينا بنعم يعجز الإنسان عن شكرها، فأنى اتجهنا إلا ونعم الله بين أيدينا، ولا يمكنني استقصاء هذه النعم واحدة تلو الأخرى فحينها يطول بنا المقام، ولكني سأعرج على ذكر نعمة هي أم هذه النعم وأسماها ألا وهي أن الله تعالى قيض لهذه البلاد الطيبة المباركة ولاة أمر تعجز أرحام النساء أن تأتي بأمثالهم فكلهم سواء السابق أو اللاحق يعجز الإنسان مهما أعطي من فصاحة بيان ويراع ذا مداد أن يجسد مآثر وأمجاد ولاة أمرنا، فما من فضيلة إلا وركبوا صهوتها، وما من علو إلا وتسنّموا ذراه، وما من مكرمة إلا شروها وما من عز إلا وأمسكوا بقرنيه، هؤلاء هم ولاة أمرنا.. إن كان لهذا المقال المتواضع شكلا ومضمونا مناسبة فهي لما انتقل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى جوار ربه وقدم جثمانه الطاهر إلى أرض الوطن قادما من الولايات المتحدة الأمريكية إذ نفاجأ جميعا أن مولاي وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وألبسه الله تاج الصحة والعافية في مقدمة مستقبلي الجثمان الطاهر، وهو أقصد خادم الحرمين الشريفين يعاني الألم ومع ذلك تحامل على نفسه وأتى ليستقبل جثمان أخيه ورفيق دربه وعضده الأيمن، إن كان لهذا الأمر من دلالات فهي كثيرة لا تعد ولا تحصى وعلى رأسها قوة التلاحم بين أفراد أسرتنا الحاكمة الذي أصبح مضرب المثل للناس جميعا، إن هذا التلاحم والترابط والانسجام والتناغم بين أفراد أسرتنا الحاكمة لم نشهد له مثيلاً، ولو قلبنا أسفار التاريخ وسجل العلاقات الإنسانية لا نجد مثله، إن هذا التلاحم والإخاء الصادق لا غرو في وجوده فهم أبناء ذلك المؤسس العظيم الذي ملأت أمجاده الدنيا شرقاً وغرباً، إن أبناء المؤسس رحمه الله تعودوا من والدهم كل ما من شأنه أن يدلف بهذه الأمة إلى دروب الخير، إن مؤسسنا العظيم رجل محنك حلب أشطر الدهر تجربة وعلمه كر الليالي والأيام، من هذا وذاك بنى هذا الكيان على أسس وقواعد متينة على سواعد الرجال حملوها جيلا بعد جيل وعملوا بها حرفا حرفا، وعودا على بدء إن ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين علمنا كيف نتفانى في تقديم الواجب والتفاني في الأعمال النبيلة، إن وفاة سلطان الخير عليه رحمة الله مصاب جلل وخسارة فادحة للأمتين العربية والإسلامية ولكن عزاؤنا الوحيد يوم رأينا هذه اللحمة والترابط بين ولاة أمرنا وشعبهم الوفي، إن ولاأمرنا ما من صفة خير إلا وقد حازوها، ولا من مكرمة ولا عز إلا وتسنّموا ذراه وكأن القائل الذي قال يعنيهم بقوله:

تكاملت فيك أوصاف خصصت بها

فكلنا بك مسرور ومغتبط

السن ضاحكة والكف مانحة

والنفس واسعة والوجه منبسط

إننا نحن شعب المملكة العربية السعودية شعب امتن الله عليه بهؤلاء الولاة الذين هم حلم كل فرد أن ينضوي تحت مظلتهم، فهم حازوا درجات السبق في كل شيء، فهم ذووا رأي سديد ونظرة ثاقبة في بواطن الأمور.. والمتنبي كفاني عن وصف مثل هؤلاء حيث قال:

الرأي قبل شجاعة الشجعان

هو أول وهي المحل الثاني

وإذا هما اجتمعا لنفس حرة

بلغت من العلياء كل مكان

وأخيراً اللهم احفظ ولاة أمرنا، واجعلهم ذخراً للبلاد والعباد، وسربل عليهم لباس الصحة والعافية، اللهم احفظ لنا ولي أمرنا من كل سوء ومكروه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الذي أرفع له التهنئة بالثقة الملكية الغالية لهذا المنصب، واجعلهما ذخرا للإسلام والمسلمين وأعنهما على تلك المسؤولية التي تحملوها فسهروا في الليل لننعم بالطمأنينة والراحة، فلهم منا الدعاء الخالص آناء الليل وأطراف النهار.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة