Thursday 03/11/2011/2011 Issue 14280

 14280 الخميس 07 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الرئيسية

الأولى

الاقتصادية

الريـاضيـة

دوليات

متابعة

منوعـات

صدى

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

الحج عبادة وحضارة

 

منذ انتهاء موسم حج العام الماضي، وجميع الأجهزة المسؤولة عن تقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، الحكومية والأهلية، تعمل من أجل الإعداد للموسم الذي يليه، وتظلُّ تتصاعد هذه الجهود حتى تبدأ الأيام الفعلية للموسم، إذ تسخّر كافة الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، والجميع ينخرطون ضمن آليات ومهام محدَّدة، وبالذات من يقدِّمون الخدمات المباشرة لحجاج بيت الله الحرام، من الخدمات الصحية، والإيوائية، وخدمات النظافة، والإرشاد الديني، والنقل، والخدمات الأمنية والوقائية، من فرق الدفاع المدني، والجوازات وقوات الطوارئ والأمن العام، فجميعها خليّة متكاملة متواصلة طوال الأربع والعشرين ساعة.

السعوديون جمعياً بدءاً بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وجميع أعضاء الحكومة وكافة الأجهزة المسؤولة والمواطنين السعوديين، يَعدّون خدمة ضيوف الرحمن تكليفاً شرّفهم الله العلي القدير بأدائها ولا يبتغون من وراء ذلك إلاّ مرضاة الله.

ومع أنّ الدولة - رعاها الله - بذلت مليارات الريالات لتطوير خدمات الحج، وأنشأت العديد من المنشآت التي لا يضاهيها في البناء والمستوى المعماري والخدمي أي إنشاءات أخرى، فإنّ مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة أفضل بقاع المعمورة، تقدّم فيها خدمات الإقامة والإيواء لضيوف الرحمن، بجانب المحافظة عليهم، حيث تتكفل خزينة الدولة بكامل تلك الخدمات دون أخذ ريال واحد من الحاج ... وهذه نعمة منحها الله للسعوديين قيادة وشعباً بأن جعلهم خداماً لضيوف الرحمن يبتغون مكافأة الخالق الوهاب.

هذا التفاني والبذل الذي لا تحده حدود، والعمل المتواصل طوال العام لتوفير الخدمة المتميّزة والراحة التامة لضيوف الرحمن، يُفترض أن يُقابل بتعاون وتقدير من قِبل قاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وبما أنّ الحجاج قد تكلّفوا عناء السفر، وتحملّوا أعباء مادية غير قليلة لعبادة الله وأداء مناسك الحج، وألاّ ينشغلوا بغير ذلك، وبما أنّ الدولة السعودية قد وفّرت كل شيء، فإنّ على الحجاج أن يشكروا الله على أن سخَّر لهم قوماً مؤمنين يسهرون على راحتهم وخدمتهم، ومن علامات الشكر والامتنان للخالق العظيم، أن ينشغل الحاج بما قَدِم من أجله، وهو العبادة لله وحده وعدم الالتفات إلى تحريض الآخرين الذين يستغلّون المناسبات الدينية ومنها شعيرة الحج، لتنفيذ مآربهم السياسية، ومع أنّ المملكة قادرة والحمد الله بقيادتها الواعية ورجالها المتفانين في خدمة العقيدة الإسلامية الصحيحة، وأنّ أجهزتها الأمنية جاهزة لمعالجة أيّ خروج عن أخلاقيات الحج، إلاّ أننا كسعوديين نحسن الظن بجميع الحجاج، حتى من الذين صدرت منهم في مواسم سابقة تجاوزات تغلّبنا عليها بقدرة الله، ثم بحسن تعامل رجالنا.

الحج عبادة وسلوك حضاري إنساني، ومثلما آل السعوديون على أنفسهم خدمة ضيوف الرحمن، نطلب من ضيوف الرحمن أن يتفرّغوا للعبادة وتأدية شعيرة الحج، ليعودوا هم والآخرون إلى بلدانهم آمنين سالمين.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة