Friday 04/11/2011/2011 Issue 14281

 14281 الجمعة 08 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

 

أحببت شعبك يا سلطان فأحبوك
أحمد حسن العيسى

رجوع

 

لعل المتابع لأحداث الأمس القريب عندما عدت من رحلتك العلاجية الأولى وتوافدت إلى أرض المطار تلك الجموع الغفيرة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الذي أمسك بيديك وقام باحتضانك وتقبيلك مهنئًا بسلامة العودة والوصول إلى أرض الوطن سالمًا معافى وحينما هتفت تلك الجموع بصوت عال والفرحة والبسمة تعلو محياهم: (حيوا سلطان... حيوه) ورددت لهم التحية بأن لوحت لهم رافعًا بيديك عاليًا وعيونك ترمق تلك الجموع متمنيًا تقبيلهم فردًا فردًا، أما اليوم فعادت تلك الجموع تستقبل حبيبها على عكس ما تتمنى استقبلوك وأنت مسجى... استقبلوك وقلوبهم يعتصرها الأسى والحزن.... استقبلوك ودموعهم تملأ مآقيهم... استقبلوك وألسنتهم تلهج بالدعاء ويطلبون لك الرحمة والمغفرة وأعالي الجنان. استقبلوك بقلوب مؤمنة صابرة وكان عزاؤهم أنك قدمت الكثير لهذا الوطن والمستضعفين والمحتاجين، وكان عزاؤهم أنك قدمت الكثير لكل أبناء العروبة والإسلام، لذلك جاءت الوفود من كل حدب وصوب ليقدموا واجب العزاء وليودعوا ذاك العزيز على قلوبهم وليرافقوه حتى مثواه الأخير وألسنتهم تلهج بالدعاء والرحمة, جاءوا ليشاركوا خادم الحرمين الشريفين الذي أبى إلا أن يحضر صلاة الجنازة ويودع رفيق عمره حتى مثواه الأخير وهو يكفكف دموع الحزن والأسى بالرغم من تحذير الأطباء له, حضروا ليشاركوا أشقاءه الأوفياء وهم يحملون نعش أخيهم وفاء وعرفانا بالرغم مما يعتصر قلوبهم من ألم الفراق، حضروا ليشاركوا الأبناء والأحفاد وهم يتسابقون في حمل جنازة والدهم برًا ووفاءً له.

نعم لقد كان المشهد مهيبًا وحزينًا ولكن كان عزاء الجميع أن الراحل قدم كل ما بوسعه في خدمة الإنسانية جمعاء. رحمك الله يا سلطان رحمة واسعة وجعل مثواك الجنة وألهم ذويك الصبر والسلوان، إنه على كل شيء قدير.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

مدارس التربية النموذجية بالرياض

Al-issa11@w.cn
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة