Friday 04/11/2011/2011 Issue 14281

 14281 الجمعة 08 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

      

لقد فجعت الإنسانية جمعاء بوفاة رجل تقف له الجموع تقديراً وحباً واحتراماً لإنسانيته التي لم أر لها مثيلا وكرمه الذي لا يوجد له بديلا، وحبه لشعبه الذي كان لهم والداً رحيماً. إن ما تراه على صفحات الجرائد وشاشات التلفزة ووسائل الإعلام المختلفة إنما هو قليل من كثير، قليل جداً ما قيل وعرف من سخائه وبذله وعطائه فكان ينفق كما لو كان لا يخشى الفقر، كان ينفق فلا تعلم يمينه ما أنفقت شماله وليس من رأى كمن سمع، نعم لقد تشرفت بمقابلة سموه في مواقف كثيرة على أنهار جارية من البذل والعطاء، فالكثير من مشاريع وزارة الصحة كان يدعمها مادياً ومعنوياً ومنها مركز علاج السرطان بمدينة الملك فهد الطبية التي يرتادها الكثير من المواطنين والوافدين شفاهم الله، والمختبر العملاق في مدينة الرياض على طريق القصيم، وما أجمل أن يطلق على هذا المشروع الضخم الذي على وشك الافتتاح اسم الأمير الراحل وفاء وعرفاناً بفضله، وهناك الكثير من مراكز غسيل الكلى والمراكز العالية وغيرها مما يحتاج تحريرها إلى العديد من الصفحات والمجلدات، ولعله يحضرني موقف من عشرات المواقف التي مررت بها مع سموه رحمه الله يوم كنت معه في رحلة إلى جدة لحضور مجلس الوزراء، وبينما كان سموه يتصفح إحدى الصحف طالع خبراً عن طفل مريض في حاجة إلى رعاية صحية فإذا بسموه يعطيني الصحيفة ويقول وفروا له العلاج المناسب وأفيدوني عن حالته الصحية، والموقف الآخر كنت يوما عنده بمكتبه فقال لي عبارة اتخذتها نبراساً في حياته (والله يا حمد لم أذكر يوما وضعت رأسي على المخدة إلا قلت في نفسي من دعا لي فجزاه الله خيراً ومن أساء إلي فسامحه الله).

والحقيقة مهما كتب الكتاب ونفد المداد فلن يوفي الأمير الراحل حقه، ولكن حقه على شعبه الوفي أن يخلص له بالدعاء مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعو له) فرحمه الله رحمة واسعة مثلما فرج من كروب وكشف من هموم ورفع من نوازل وأخرج من ضوائق.

وعلى قدر مصابنا الكبير في رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، يقدر ما جاء العزاء على قدر الحطب، إذ تولى الأمانة الثقيلة التي تركها رحمه الله حارس الوطن الأمين الذي وصل بسفينته إلى بر الأمان في خضم ظرف عالم عارم متلاطم الأمواج، بيد أن حكمة الرجل القوي خرجت ببلادنا آمنة بعد توفيق الله سبحانه وتعالى مما أريد لها على بد طغمة آبقة حادت عن طريق الحق والصواب، إن آمالا كبيرة منعقدة على سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل المرحلة التي اطمأنت قلوب السعوديين بل والعالم أجمع بتوليه دفة ولاية العهد لما عرف عنه من حكمة وحسن سيرة، وإذ يتسع الحديث عن مآثر فقيد الوطن الكريم اليت ملأت مشاريعه الخيرية دول العالم فإنني أضع بين يديه أبنائه الأوفياء مسمى جمعية الأمير سلطان الخيرية العالمية اللا محدود للخدمات الإنسانية.

رحم الله الأمير سلطان وحفظ الأمير نايف وحفظ لنا والدنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وألبسه ثوب الصحة والعافية.

وزير الصحة سابقاً
 

رجال أفذاذ تفخر بهم الإنسانية أمواتاً وأحياءً
د.حمد بن عبدالله المانع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة