Saturday 05/11/2011/2011 Issue 14282

 14282 السبت 09 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منذ بعض الوقت تحولت كثير من الأمور عما كانت عليه في أروقة مجتمعاتنا العربية، فالطقس غدا أكثر تقلبا واضطرابا، والسياسات الرسمية أكثر انفتاحا، ومع الأسف الشديد طلاب التعليم في كافة المواقع أصبحوا الأضعف انتماء وحرصا على التعلم، فالغياب تضاعف، والتسرب من المدارس وهجرها أوشك أن يصبح هاجسا جديدا تكابده الأسر، وادعاء المرض والتشاكي بات سمة جديدة من سمات طلاب اليوم، لم تعد تنطوي أجندة حوارات الطلاب المباشرة وغير المباشرة إلا على موضوع واحد هو الغياب أو الإجازة، حتى أدرج البعض منتديات خاصة على الإنترنت للإعلان الفوري عن الإجازات، أو لبث روح التفاؤل بين الطلاب باحتمالية حدوث الإجازة، وكأنهم يتوسمون في تلك المحاولات التأثير بشكل غير مباشر بولاة الأمر والمسئولين بالتعليم للاستجابة لمحاولاتهم، الواقع أن كثير منهم إن لم يكن غالبيتهم، باتوا يظنون أن الإجازة هي الأساس والدوام هو الاستثناء، فينصب غضبهم على مذيع الأخبار حين لا يعلن الإجازة، أو يعزون بعضهم البعض بعبارات مثل «عزيزي الطالب لن تجدي محاولاتك في الاستعطاف والترجي جهز نفسك للدوام غدا» فما سر رغبتهم في البقاء بالبيت؟ وما الأسباب التي تدفعهم بعيدا عن مقاعد التعليم؟

الحقيقة لو أجرينا مقارنات بين الأمس واليوم لأدركنا أن تغيرات عدة أجريت في أنظمة التعليم تحسب لصالح مدرسة اليوم، ومع هذا الانتقال النوعي بخدمات المدارس التجهيزية ما زالت تبدو حملا ثقيلا في أذهان الطلاب كما يبدو، وبظني أن صور التهاون في المحاسبة التي تفشت في أروقة المدارس تجاه السلوكيات الخاطئة، كانت أحد الأسباب التي قادت بالطلاب لتسلم زمام التحكم بالموقف، كما أن تساهل الأسر في متابعة انضباطية الأبناء بالحضور والانصراف من المدارس لعب دورا حافزا لهم في تحدي السلطة المنزلية واختيار عدم الانضباط بالمدرسة، وكم سهلت تلك الأجهزة التقنية التي يحملونها معهم أينما ذهبوا أو تنتظرهم في المنازل فرص التسيب والتحزب ضد التعليم، والأمر والأدهى أن حتى الإحساس بالمسئولية لدى الكثير منهم قد انتفى، فبتنا نرى طالبات وطلاب يصلون متأخرين إلى مدارسهم يدلفون ساحة المدرسة دون أدنى إحساس بالتوتر من عقوبة أو مسائلة، فتقضي الطالبة جزءا من وقتها عند مدخل المدرسة تتزين وتتابع ترتيب شعرها في المرآة بلا اكتراث بالوقت، وترى أيضا الطالب المتأخر منكبا على جواله يرد على الرسائل والبرود كاست في ساحة المدرسة وكأنها همه الأكبر الذي يخاف أن يفوته منه شيئا،،، الحقيقة أننا أمام مسألة خطيرة لا تقود فقط إلى قصور في التعلم والانضباط، لكن تدفع بأبنائنا وبناتنا نحو اللامسئولية والتراخي والكسل تجاه تواجدهم في بيئات التعلم، مما يترتب عليه فشل دراسي حتمي يترك أثره عميقا على سلوكياتهم ونفسياتهم، أو انتقال تلقائي لذاك التراخي مستقبلا في الجهات الوظيفية التي سيلتحقون بها. إذن نحن لسنا بحاجة لمزيد من الإجازات كما يطالب الطلاب والطالبات دائما، بل بحاجة ماسة لتأسيس فكرة الانتظام والتواجد بالمدارس فترة أطول في أذهانهم كي يتعودوا على الحضور، مع إبقاء شيء من المحاسبة الهادفة لمن يقصر والتي تنقل طلابنا نحو الإحساس بالمسئولية تجاه قراراتهم، كي تصبح الإجازات الرسمية مستقبلا مفضلا يشعرون تجاهه بالامتنان والتقدير،لا حقا كما يظنون من حقوقهم يطالبون به مع كل مناسبة..

salkhashrami@yahoo.com
 

فيه إجازة ؟؟
أ.د. سحر أحمد الخشرمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة