Sunday 06/11/2011/2011 Issue 14283

 14283 الأحد 10 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

(أنا لا أفكر في المستقبل أبداً.. فهو يأتي باكراً جداً)

- حكمة ألمانية -

في حفلات الأطفال المدرسية أجد التمثيل الحقيقي لتفاعل المعلم والمدير وكافة الموظفين، فالحفل يضج بالطلاب والمعلمين والتوتر لا يدع مجالاً لتمثيل الهدوء كلٍّ يبدو على طبيعته.

بالأمس حضرت حفلة ابنتي «يارا» في المدرسة الابتدائية البريطانية.

وهو حفل يجمع الآباء ليشاهدوا قدرات اطفالهم في التمثيل والانشاد وفنون مختلفة.

لطالما شد انتباهي مدير المدرسة فلم اره يوماً يحمل ورقة ليقدم الحفل ويرحب بالآباء حتى في الحفل الكبير الذي تنظمه المدرسة في تخريج دفعة طلابها من المرحلة الاخيرة في الابتدائي، كان يتحدث بعفوية ودائماً ما يتحدث إلى طلابهم اكثر من حديثه إلى الآباء.

ما شد انتباهي انه ابتدأ كلمته بالحديث إلى الصغار ورحب بهم وذكرهم بما بالسلوكيات المطلوبة « الإنصات وعدم الاخلال بالنظام» .

اللافت اكثر حركة الطلاب الصغار النظامية كل فصل مع معلمته حتى يصل المكان المحدد له بالجلوس.

بينما كلمات مديرينا في حفل الصغار رسمية لا يفهم الصغار منها شيئاً، فهي لا تعنيهم ولذلك يشعرون بالملل ولا يلتزمون الصمت.

بينما المدير يتحدث التفت إلى طفل صغير وسأله هل أنت متضايق من شيء فأجاب الصغير نعم اريد أمي فأمسك بيده واعطاه إلى إحدى المعلمات التي احتضنته وبدأت في البحث عن امه.

تأثرت كثيراً فالموقف دلالة واضحة على الرحمة وتفهّم معنى احتياجات الطفل دون انشغال بمظاهر الحفل والكلمة والحضور.

وتساءلت لماذا حفلاتنا حتى في مدارس الصغار رسمية وتعاملنا مع أحداثنا تلفه الجديّة ؟

من علّمنا وكيف تعلّمنا ان نكون جادين بشكل لا نمارس أو نتذوق فيه طعم اللفتات الانسانية واللمسات الحانية في حياتنا.

هي مفاهيم التنشئة الاجتماعية التي غلبت على طابع التربية فربينا هكذا جادين حتى اذا ضحكنا تخوفنا من نتيجة الضحك ودعونا خيرا بعده.

وعندما دخلت اجهزة المحمول في حياتنا اكتشفنا اننا نستعمل النكتة وننشرها ولكن للأسف بدأنا في السخرية من ذواتنا لتأكيد بشاعة مفهومنا للذات مع اننا حسب بعض الاستطلاعات أكثر تفاؤلاً بالمستقبل وأكثر قناعة بظروفنا الحالية) وهذه نتيجة الاستطلاع الذي قامت به «مؤسسة زغبي انترناشيونال» برعاية منظمة القادة العرب الشباب والمعهد العربي الامريكي في واشنطن عام 2006م، وكانت الإجابات تشير إلى ازدياد ملحوظ في مستوى الرضى والتفاؤل عن عام 2002م حسب الدراسة لدى السعوديين.

اعتقد اننا بالفعل بحاجة إلى رؤية تفاؤلية تبث في عقول الكبار قبل ان نزرعها في وجدان الصغار.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
التلقائية والتصنّع
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة