Sunday 06/11/2011/2011 Issue 14283

 14283 الأحد 10 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

معظم أبناء هذا الوطن المترامي الأطراف وبالأخص الفئات المتعلمة والطبقات الواعية يعرفون حق المعرفة علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- باعتباره أحد الرموز في حياتنا المعاصرة، يعرفونه مؤرخاً كبيراً وباحثاً قديراً ورحالة شهيراً، ويعرفونه رحمه الله أديباً وكاتباً وصحفياً ألمعياً، ومع ذلك كله فربما خفي على بعض منهم أنه من أشهر وأقدم رجال التربية والتعليم في بلادنا، بل هو من الرواد الأوائل القلائل الذين أرسوا دعائم التعلمي النظامي الحديث قبل تأسس وزارة المعارف عام 1373هـ، وما بعدها فقد تسلم أرقى المناصب التعليمية في أنحاء متفرقة من المملكة منذ بواكير حياته، خاصة بعد تلقيه النصيب الأوفر من التعليم داخل البلاد وخارجها، وقبل أن نستعرض سيرة ومسيرة شيخنا الجليل في ميادين العلم والمعرفة والنهوض بمسيرة التعليم نرى قبل ذلك أن نذكر ونؤكد حقيقة يجب ألا تغيب عن أنظارنا ومداركنا، هذه الحقيقة خلاصتها أنه عندما ندون أو نؤرخ لمسيرة الرواد الأوائل الأفذاذ أمثال الشيخ الجاسر يجب أن نكون منصفين فلا نقول عنهم إنهم من رواد التعليم وأساتذة الجيل فقط، فهذه الصفة تنطبق على كل من خدم في حقل التعليم في فترة ما وتتلمذ على يديه جيل من طلبة العلم، وما أكثر من تنطبق عليهم هذه المسميات، وخاصة في الوقت الحاضر، ولكن ذلك الشيخ المفضال وأمثاله أقل ما يقال عنهم بأنهم رواد الرواد أو الأعلام الجهابذة المؤسسون، أو بناة النهضة التعليمية والثقافية الحديثة... إلخ.

بعد هذه المقدمة نستطيع أن نقول دون مبالغة: إنه مهما استطردنا وأفضنا في الحديث في هذا المجال، فإننا لن نوف مثل هذه الشخصية المتميزة ما تستحقه من إشادة أو نحصر جميع جهودها في هذا الحيز المحدود، ولكن ما ذكرناه سلفا ما هو إلا مقدمة متواضعة لما سوف نتطرق إليه بإيجاز عن أهم الأعمال والوظائف التي ساهم بها وأعطت أكلها في مجال التربية والتعليم، وذلك منذ تخرجه من المعهد السعودي بمكة عام 1348هـ ودراسته في جامعة الملك فؤاد (القاهرة حالياً).

أهم الوظائف التي شغلها في حياته

1 - عمل مدرساً في مدرسة ينبع، ومن ثم أصبح مديراً للمدرسة، وذلك عام 1354هـ أيّ منذ سبعين عاماً.

2 - تم تعيينه قاضياً في بلدة ضباء بمنطقة تبوك عام 1357هـ.

3- في عام 1358هـ صار مساعداً لمعتمد المعارف بجدة.

4 - تم بعثه لمنطقة الأحساء عام 1359هـ ليقوم بمهمة التعليم هناك.

5 - في أواخر عام 1359هـ تم استدعاؤه للتدريس في المعهد السعودي بمكة المكرمة للحاجة الماسة إلى تخصصه ولكفاءته وقدرته.

6 - في عام 1363هـ أسندت إليه مهام مراقبة التعليم بالظهران بالمنطقة الشرقية.

7 - في الفترة من عام 1369هـ حتى عام 1371هـ تم تعيينه معتمداً ومديراً للتعليم بمنطقة نجد؛ وأثناء ذلك وبمؤازرة من كبار المسؤولين في الدولة وتجاوباً مع طموحاته وخططه انتشر التعليم بهذه المنطقة، بعد أن تم افتتاح الكثير من المدارس في المدن والبلدان التابعة لهذه المنطقة، كما تم قبول خريجي هذه المدارس لإكمال دراستهم في المعهد السعودي بمكة، وفي برامج تحضير البعثات الخارجية.

8 - تم نقل خدماته للعمل في المعهد بالرياض عند تأسيسه، ومن ثم صار مساعداً لمدير الكليات العلمية بناء على طلب سماحة المفتي الرئيس العام للكليات والمعاهد، واستمر بهذه المهام حتى سنة 1376هـ.

9 - بعد كل الجهود الجليلة والخدمات الطويلة في مجال التعليم تدريساً وإدارة وإشرافاً تفرغ لصحيفته الأسبوعية اليمامة التي قام بتأسيسها وهي أول مطبوعة صحفية في المنطقة الوسطى في عاصمة البلاد، وكانت رائدة في عطائها واستقطابها للأقلام النيرة من أنحاء المملكة، كما قام بتبني فكرة وتنفيذ شركة مطابع الرياض الحديثة.

10 - في السنوات الأخيرة من حياته، وخاصة بعد صدور نظام المؤسسات الصحفية، تفرغ لمجلة العرب الشهرية التي قام بتأسسيها ورعايتها حتى وفاته رحمه الله.

11 - أسهم طيلة حياته بإثراء المجلات المتخصصة بالبحوث، وكان محاضراً غير متفرغ في كلية الآداب بجامعة الملك سعود في بداية تأسيسها.

العلامة الجليل في نظر معاصريه

يقول معالي الأستاذ ناصر بن حمد المنقور أول مدير عام لوزارة المعارف عند تأسيسها والذي أصبح وزيراً للدولة ثم سفيراً فيما بعد في مقال له تحت عنوان (انطباعات ورؤى)، إن علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر له جهود كبيرة فاعلة في سبيل نشر التعليم في مطقة نجد أثناء توليه معتمدية المعارف في الفترة ما بين 1369هـ وحتى عام 1371هـ، وفي عهد الشيخ والحديث للأستاذ المنقور تم الاعتراف بالشهادة الابتدائية من أجل القبول في مواصلة الدراسة في المراحل التعليمية الأخرى في الداخل والخارج، ويقول عنه الأستاذ المربي محمد علي عبدالرحيم مؤلف كتاب (تقويم البلدان) المقرر في مادة الجغرافيا في المرحلة الثانوية بالمعاهد العلمية قبل ما يزيد عن خمسين عاماً أن جهود الشيخ الجاسر من أسباب تدريس هذه المادة بالمعاهد بعد أن اعترض البعض على تدريسها أو إدخالها في المناهج أصلاً لأسباب غير موضوعية، وإن استبداله كلمة (جغرافيا) بمسمى تقويم البلدان من اقتراحات الجاسر لحل وسط بين المؤيدين والمعارضين.

خاتمة

كتب عن الجاسر الكثير من رواد العلم والأدب في أنحاء العالم العربي وأشادوا بمكانته التاريخية الشامخة وخدماته الجليلة في ميدان البحث والتاليف. أما إخلاصه لوطنه ورفع شأنه في كافة المجالات طيلة حياته، فيعجز القلم عن الإفاضة فيها، فهو أول معتمد للمعارف بالمنطقة الوسطى وأول من أصدر صحيفة في عاصمة البلاد، وأول من أسس مطابع حديثة فيها لخدمة الثقافة والتأليف والنشر، وأول من أصدر مجلة متخصصة تعنى بتراث الجزيرة وتاريخها وجغرافيتها قديماً وحديثاً.. ومهما أفضت في الحديث وأشدنا بمكانته فلن نوفيه بعض ما يستحقه، ولكن كما يقال: حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، فهو رمز خالد من رموز هذا الوطن المعطاء، ولقد أحسن تلامذته ومحبوه، وما أكثرهم عندما قاموا بعد وفاته بتبني وتنفيذ تلك الفكرة الرائعة الرائدة التي تحمل مسمى مؤسسة الشيخ حمد الجاسر، مما يجعلنا نعلق على هذه المؤسسة وتوجيهاتها الخيرة البناءة أكبر الآمال في خدمة هذا الوطن وتراثه المجيد، ومن باب الوفاء والعرفان وكشاهد عيان فإنني كنت ذات يوم أحد حضور مجلس الشيخ وكان حديث الجلسة عن الوفاء والأوفياء فقد أشاد والبشر يبدو على محياه وأطنب في الثناء على ثلاثة منهم: هم الدكتور حمد الضبيب، والدكتور عائض الردادي، والأستاذ حمد القاضي.. والثناء الحسن كما جاء في الأثر عاجل بشرى المؤمن.. وبعد وفاته يرحمه الله لمست عياناً وفاء هؤلاء الثلاثة وأمثالهم لتراث وتاريخ هذا الرائد العلم -أسكنه الله فسيح جناته-.

abo.bassam@windows live.com
 

من رواد التعليم في بلادنا العلامة الشيخ حمد الجاسر
عبد الله الصالح الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة