Sunday 06/11/2011/2011 Issue 14283

 14283 الأحد 10 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

3 وقفات مع موسم الحج

رجوع

 

طالعت ما كتبه د. عبدالرحمن العشماوي بجريدتكم الغراء في زاويته دفق القلم يوم الاثنين 12-11-1432هـ بعنوان (أجواء الحج)، وذكر في مقاله أحوال الحجاج وشوقهم إلى بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة وما ينبغي علينا من فتح نافذة التواصل الأخوي معهم من الاهتمام والمحبة والمودة والإكرام لهم وما دعى إليه العشماوي فقد نفذه وعمله فها هو قد ذكر لنا في مقاله صورة رائعة من صور التواصل بسلامه على حاج باكستاني معه زوجته ومصافحته وإكرامه والجلوس معه لدقائق معدودة جعلت يقول له عند وداعه: لقد قدمت إلي خدمة لا تتخيل مدى قيمتها عندي إن سلامك علي وجلوسك أمامي وسؤالك عني شيء عظيم في نفسي.

وأنا أؤكد على هذا المعنى الإنساني الجميل من إفشاء السلام على الحجاج والبشاشة وطلاقة الوجه لهم ومحبتهم والإحسان إليهم ومساعدتهم والصبر عليهم والعفو والصفح عنهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

وبمناسبة قرب موسم الحج فإنني أذكر نفسي وإخواني المسلمين بهذه الوقفات:

- (الوقفة الأولى): قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وقال صلى الله عليه وسلم: (من دل على الخير فله مثل أجر فاعله)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً).

فينبغي أن يتناصح الحجاج فيما بينهم ويعلم بعضهم بعضا ويتعاونوا على أداء فريضة الحج على الوجه الصحيح الذي نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيسألوا أهل العلم ويتناقلوا الفتاوى بينهم وينشروا الكتب التي تتعلق بالمناسك وصفة الحج وأن لا يغفلوا ولا يكسلوا عن هذا الواجب العظيم فلو أن كل حاج بذل جهده بقدر علمه واستطاعته لاتنشر الخير وكذلك ينبغي التركيز على تعليم ونشر العقيدة الصحيحة وتحذير الحجاج مما يقدح في التوحيد من الغلو في الصالحين وتعظيم المشاهد والقبور والاستعانة بالأموات ودعائهم من دون الله فإن ذلك من الشرك الأكبر قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} وقال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً}.

ولكن ينبغي استعمال الحكمة في ذلك وعدم التعنيف بالنصيحة بل الواجب هو الرفق لا العنف والمطلوب أن يكون نقاشا علميا هادفا بالدليل من الكتاب والسنة وحوارا هادئا مع طيب التعامل وحسن الخلق وإهداء الكتب النافعة.

- (الوقفة الثانية) : أن حقيقة الحج اجتماع جماعة عظيمة من الصالحين في زمان يذكر حال المنعم عليهم من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ومكان فيه آيات بينات قصده جماعات من أئمة الدين معظمين لشعائر الله متضرعين راغبين وراجين من الله الخير وتكفير الخطايا فإن الهمم إذا اجتمعت بهذه الكيفية لا يتخلف عنها نزول الرحمة والمغفرة وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (ما رؤى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة).

وربما يشتاق الإنسان إلى ربه أشد شوق فيحتاج إلى شيء يقضي به شوقه فلا يجد إلا الحج فليحمد الحاج ربه على هذه النعمة العظيمة وليخلص في حجته ويتابع فيها نبيّه القائل (خذوا عني مناسككم).

وليتذكر أولئك الأبرار الأخيار الذين حجوا هذا البيت الحرام وليقتدي بهم ويسأل الله أن يلحقه بهم.

- (الوقفة الثالثة): بين الأمن والكعبة البيت الحرام ارتباط وثيق فقد دعا إبراهيم لها بقوله: {رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} فينبغي على الحاج أن يكون حريصا على أمن هذه البلاد المباركة وأن يكون كل حاج رجل أمن في هذه الديار المقدسة وأن يكون إيجابياً ويتعاون مع الجهات الأمنية في كل ما من شأنه استتباب أمن الحج والحجاج مما يمكنهم من أداء نسكهم وفريضتهم.

أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يجزي ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية خير الجزاء على ما يقومون به من خدمة للحرمين الشريفين ولضيوف الرحمن.

زيد بن فالح نواف الربع

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة