Monday 07/11/2011/2011 Issue 14284

 14284 الأثنين 11 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كم هو مؤلم حال بعض الأطباء السعوديين الذين كنا ولا زلنا نفخر بهم كأهم المخرجات التنموية خلال العقود الماضية، فقد كنا نؤمل أن يكونوا خير معين لنا في مواجهة الجشع وسوء التعامل الذي عانى منه المواطنون طويلا في هذا المجال الحيوي الهام، ولكننا صدمنا بأن سلوكيات بعضهم جعلت بعض المواطنين يلجؤون إلى الطبيب غير السعودي طلبا للسلامة، بداية أؤكد أن هناك الكثير من الأطباء السعوديين الذين نفخر بهم، حيث التميز الأكاديمي والخلق الرفيع. هذا، ولكن سلوكيات القلة الآنفة الذكر تلقي بظلالها على الجميع، حيث الطبيعة البشرية التي تضخم السلبيات دوما.

ذات زمن غير بعيد، راجعت مواطنة سعودية استشاريا شهيرا بأحد المستشفيات الحكومية، وبعد جهد خارق تمكنت من الوصول إلى عيادته. تقول السيدة: إنه رمقها بمعشار عين، ثم سألها عن المشكلة، وبعد أن بدأت تشرح له ما تعاني منه، طلب منها الاختصار، لأن وقته ثمين، حسب قوله، لم يكتف بهذا، بل أسمع السيدة كلاما جارحا يحملها مسؤولية مرضها!، ثم طلب منها أن تراجعه بعد ستة أشهر، وأكد عليها بألا تسعى لطلب وساطة من أحد لتقديم الموعد!. وبعد أن راجعته في المدة المحددة، قال لها -بلغة باردة وجافة- بأنه لا يستطيع عمل شيء لها، وأن عليها أن تأخذ موعدا آخر، وعندما قالت له: إن حالتها الصحية لا تسمح بذلك، قال لها: «إن هذه مشكلتك». علمت السيدة أنه يعمل في مستشفى خاص وشهير، فقررت مراجعته هناك وهوماكان.

راجعته السيدة في المشفى الخاص، ولاحظت أن تعامله السيئ لم يتغير، فالمشكلة، إذا متأصلة في شخصيته، فذات ليلة شعرت بآلام شديدة، فذهبت إلى قسم الطوارئ بالمستشفى الخاص، وتم تنويمها هناك. جاء الاستشاري إياه بعد 5 ساعات وهو يرتدي بدلة رياضية وتفوح منه رائحة العرق، وبعد أن كشف عليها، كتب لها وصفة طبية وغادر المشفى بسرعة فائقة. تقول السيدة إنها سألته بعض الأسئلة عن حالتها الصحية، ولم يكلف نفسه بالجواب، بل قال لها ما يفيد بأنها «مزعجة»!. أقسمت السيدة بالله -وأنا أعرفها شخصيا- بألا تتعالج عنده، بل إنها قالت: إنها تفضل الموت على التعامل معه مرة أخرى، وهو ما كان حيث إنها لا زالت تتعالج حتى اليوم عند طبيب من جنسية أوروبية، تقول: إنه ملاك في صورة بشر!.

سيدة أخرى كتبت لي تقول: إنها راجعت استشاريا سعودياً مختصاً بالأمراض الجلدية، وكانت تجربتها بائسة، حيث إنها كانت تعاني من التهابات في يديها ومناطق أخرى من جسمها. مفاجأة السيدة كانت عندما أصر الطبيب على أن يرى جميع مواقع الالتهابات، ولم يكتف برؤية ما كان ظاهرا في اليدين!. تضيف السيدة -بألم- بأنها اضطرت لمراجعة طبيب من جنسية أخرى، تعامل معها بما تقتضيه أخلاقيات هذه المهنة العظيمة.

الخلل هنا ليس في الخدمات المقدمة، بل في السلوك الفردي المتمثل في البعد عن المهنية وسوء الخلق عند مثل هذه العينات التي تسيء لمهنة الطب، بل وتسيء لسمعة المواطن السعودي. وختاما نؤكد على أن هناك « أخلاقيات» يجب على كل من يمارس مهنة الطب أن يتحلى بها، والمؤلم أن الالتزام بهذه الأخلاقيات في العالم الغربي -غير المسلم- أكثر منه في عالمينا العربي والإسلامي!.

فاصلة

«الرب يشفي المرضى... والأطباء يقبضون الثمن».. الفيلسوف الأمريكي بنجامين فرانكلين.

amfarraj@hotmail.com
تويتر alfarraj2@
 

بعد آخر
أخلاقيات أعظم مهنة!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة