Monday 07/11/2011/2011 Issue 14284

 14284 الأثنين 11 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وحدة وطن

 

سلطان بن عبدالعزيز «قلوب تنفطر كمداً وتنشطر حسرة»
عارف بن حامد العضيب*

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لم تكن صبيحة يوم السبت الموافق للرابع والعشرين من شهر ذي القعدة لعام 1432هـ فأل خير على أبناء الشعب السعودي بقدر ما كانت صدمة مؤلمة لهم وضربة موجعة للإنسانية يوم أعلن الديوان الملكي رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -غفر الله له وألهمنا فيه الصبر وحسن العزاء- ليكون ذلك اليوم ومنذ إشراقة شمسه وإلى أجل غير مسمى يوماً كئيباً ومفتوحاً للدموع على مصراعيه وعلى العيون أن تبكي بكاء المفجوع الموجوع وعلى القلوب أن تنفطر كمداً وتنشطر حسرة لرحيل رجل ما علمنا عنه إلا حباً لدينه ووطنه وأمته كما ألفناه سمح الوجه طلق المحيا ...

كذا فليجل الخطبُ وليفدح الأمرُ

فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذرُ

كان الناس بين مصدق ومكذب للخبر وكلهم يضع العتب على نظر عينيه حتى جاء النبأ اليقين «في بيان من الديوان الملكي» إذ نعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- أخاه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- لكن الناس هذه المرة لم يلقوا لوماً على أسماعهم ومن كان منهم يعاتب نظره قبل قليل فلن يكذب سمعه وبما أن قدر العظماء أن يتركوا لأوطانهم أثراً فإن «سلطان الخير» قد رحل تاركاً وراءه أوقافاً خيرية عملاقة ستبقى إرثاً خيرياً تنهل منه البشرية والإنسانية أسمى معاني التراحم والإيثار على النفس...

أضحت بخدي للدموع رسومُ

أسفاً عليك وفي الفؤاد كلومُ

والصبر يحمد في المواضع كلها

إلا عليك فإنه مذمومُ

إننا -ونحن نعاني لوعة الفراق ومرارة الرحيل- لا نملك سوى أن نرفع أيدينا إلى السماء داعين لـ «سلطان الخير» بأن يجعله الله «من ورثة جنة النعيم» كما أننا نتقدم بصادق العزاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي وأمتينا العربية والإسلامية بل والإنسانية جمعاء بهذا المصاب الجلل والخطب العظيم الفادح سائلين الله أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه ويتقبل عنه أحسن ما عمل ويتجاوز عنه في أصحاب الجنة مرددين قول الشافعي...

إنا نعزيك لا إنا على ثقة

من الحياة ولكن سنة الدين

فما المعزى بباقٍ بعد ميته

ولا المعزي ولو عاش إلى حين

اللهم إن سلطان بن عبدالعزيز قد وفد إليك فأكرم وفادته وأحسن مثواه واجعله من أصحاب اليمين وألهمنا الصبر فإنا على فراقه لمحزونون. والله يتولى الصالحين.

*عضو النادي الأدبي بالجوف سكاكا - الجوف

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة