Tuesday 08/11/2011/2011 Issue 14285

 14285 الثلاثاء 12 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

استبقنا الشاعر بنبواته واستشرافه للحياة وتقلباتها:

فجائع الدهر أحزانٌ منوّعةٌ

وللزمان مسراتٌ وأحزانُ

- في هــــذا العيـــد، وخلال شهــر اجتمــع النقيضان، تعازٍ وتهـاني في آنٍ واحــــد، حدث عظيم تكاتف بأحزانه وأفراحه على الشعب السعودي، بل على العالم أجمع، قابله بصبر وإيمان، وشكرٌ واحتساب، وهذا هو شأن المسلم في كل أطوار حياته، في رخاءًه وشدته.

- سلطان بن عبد العزيز، رجلٌ بأمة، وأمةٌ برجل رزئ به العالم، كانت المصيبة بالنسبة لنا موازية، أو تزيد على مصائب أخرى توالت على كثير من أقطارنا العربية المجاورة، وعصفت بوحدتها وبنسيجها وبكيانها.

- في هذا (العيد)، لا يزال لهيب الثورات مستعرا، وقوده الرجال، والنساء، والأطفال، شبابا وشيبا، أفراداً وجماعات سقطوا في أتون الأحداث، ضحوا بأنفسهم في (العيد) تحت دوافع وعوامل مختلفة، أسماها في منظورهم حرية الإنسان وكرامته الممتهنة، وأدناها أطماع شخصية، ونوازع عدوانية للإنسان ضد الإنسان، وقد يغيب بعض دوافعها عن أذهاننا، لكنها تظل فاتحة أكثر من سؤال:

من مات يابني؟ من الباقي؟ أتسألني

فصول مأساتنا الطولى بلا عددِ

فوجٌ يموتُ وننساهُ بأربعةٍ

فلم يعد أحدٌ يبكي على أحدِ

- في هذا(العيد) أمام الحدث الجلل، تُغسل الأحزان، ويتلاشى وقع المصائب مهما جلّت وقست، بوصفها سنة الله في الحياة. بدأنا الحياة من جديد، نمارس شعائر (العيد)، ومجتمعنا ينعم باجتماع الكلمة على اختيار خادم الحرمين الشريفين الأمير (نايف بن عبد العزيز) وليا للعهد، خلفا لأخيه وشقيقه ورفيق دربه (سلطان الخير)الذي ابتسم له الموت، كما ابتسم هو للحياة.

- في هذا (العيد) حقّ للشعب السعودي أن يفتخر بهذه البيعة المباركة التي أحيينا فيه سنة من سنن التشريع، وواجب من الواجبات على كل مسلم ومسلمة، ينشد الأمن والأمان، والطمأنينة والاستقرار، ويتوق إلى حياة مثالية، يمارس فيها أدواره بالحياة، بوصفه خليفة في الأرض، عُهد إليه عمارتها مع سائر البشر، كلون من ألوان العبادة. لقد ضرب الشعب السعودي أروع الأمثال أمام العالم خلف قيادته الرشيدة، أمام أحداث كبرى تحيط به عن اليمين وعن الشمال. فكانت المناسبة باختلافها، بأتراحها وأفراحها رسالة للعالم أجمع، وبخاصة أعداؤنا، إذ تبين عمق التلاحم والتكاتف، والتآزر والتآلف، والتواصل والانسجام بين الراعي والرعية في مختلف الظروف.

- في هذا (العيد)، يدخل الشعب السعودي مرحلة جديدة، وهم يضعون أيديهم وثقتهم (بولي العهد)، امتثالا لأمر وتوجيهات (الملك)، الذي سكن في هاجسه، واستقر في قلبه حب هذا الشعب، وأمست التنمية المستدامة لهذا الوطن الكبير من شماله إلى جنوب، ومن شرقه إلى غربه منتهى أحلامه وطموحاته. وهنا تتضاعف المسئولية على نائبه وولي عهده، وهو أهلٌ لذلك، مستمدا العون والتوفيق من خالقه، ومستلهما القوة من صلابة هذا المجتمع، وإخلاصه وتفانيه الذي أضحى مضرب المثل.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
هذا هو العيد !
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة