من أهم دروس الحج، الوحدة والتكاتف والمساواة، فالجميع يسعى لتحقيق هدف واحد هو عبادة الله ومرضاته وإطاعة الخالق في كل ما يقوم به.
دروس ما أحوجنا إليها نحن المسلمون في هذا العصر الذي تحيط فيه المشاكل والتحديات أبناء الأمة الإسلامية دولاً ومواطنين من كلِّ جانب.
فالتحديات متسارعة والأخطار جمّة، والعديد من الدول الإسلامية تعجُّ بالمشاكل، وفي ذلك ما يهدِّد مستقبل هذه الأمة العظيمة، التي أكرمها الله بالإسلام الذي يزخر بالتعاليم والقيم التي تجنِّبهم المخاطر، إنْ هم تمسّكوا بهدي الإسلام وتعاليمه وقيمه السمحة.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفي كلمته السنوية التي وجّهها لقادة الدول الإسلامية ورؤساء بعثات الحج والحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام، لينقلوها إلى أهلهم ولكافة أبناء الأمة الإسلامية ..
الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمته تلك التي ألقاها نيابة عنه - رعاه الله - سمو ولي العهد الأمين، لامس ما يستشعره كلُّ مسلم وهو يلمس ما يحيط بالأمة الإسلامية من مخاطر ومشاكل شتى.
مناشدة المليك التي انطلقت من أفضل بقعة على الأرض وفي مناسبة مقدّسة، كانت واضحة بقدر ما كانت صادقة ومباشرة. فقد كان خطاباً موجهاً لقادة الأمة الإسلامية وأبنائها، الذين عليهم واجب التصدِّي للقيام بدورهم التاريخي، الذي لم ولن يتأتى إنْ لم يتمسّكوا بالوحدة، والتشبُّث بالقيم والتعاليم الإسلامية التي توصيهم بنبذ الفرقة، وتحثهم على التكاتف وإشاعة العدل والمساواة، وأن يبتعدوا عن التناحر والفرقة والفوضى التي تعطِّل إمكانات العمل والإنجاز واللحاق بالأمم التي سبقتنا.
إنّ الأيام القليلة التي قضاها ضيوف الرحمن في رحاب مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، زخرت بالدروس العظام لكلِّ ذي بصيرة، فقد جسّدت الوحدة الإسلامية بكل معانيها، فانصهرت الأمة في بوتقة واحدة، وتوحّدت الأفئدة والعقول، لا يشغلهم سوى عبادة الله، وانعكس ذلك على أفعالهم وأقوالهم.. فعلٌ طيِّب وقولٌ حسن، ونية طيبة لعمل الخير لهم ولأمّتهم ولأوطانهم، وهذا ما تأمله الأمة الإسلامية من جميع أبنائها لمواجهة المخاطر، والتعامل مع المستقبل الذي علينا أن نحسن الإعداد له والتعامل معه ومع كل ما يحمل من أخطار.
خادم الحرمين الشريفين كان صادقاً وواضحاً وهو يحذِّر من تصدُّع البيت الإسلامي، داعياً أن تتوحّد كلمة وأهداف ومقاصد المسلمين على طريق الوحدة ونبذ الفوضى.
