Wednesday 09/11/2011/2011 Issue 14286

 14286 الاربعاء 13 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

المملكة والقوة المستمدة!
د. محمد أحمد الجوير

رجوع

 

الإسلام خاتم الأديان، هو الدين الوحيد الذي جاء بشموليته وكماله لكل صغيرة وكبيرة في الحياة قال تعالى {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} ولهذا ختم الله به الأديان وأتم به النعمة، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإسلام دِينًا} ومن عظمته، جاء محيطاً بكافة النظم الحياتية المعاصرة، فمن ناحية النظام السياسي، نجده يضمن سلامة المجتمع ويحفظ له كرامته وحقوق أفراده، والنظام الاقتصادي، يضمن فيه الوفرة والرفاهية والعيش الكريم لمن يتعامل به وفق منهجه، والنظام الأمني والقضائي يضمنان حقوق الناس وأمن المجتمع ككل، أما النظام الأخلاقي فهو يعتمد على تربية الضمير الحي في النفس، والمراقبة الإلهية أساسا ومنطلقًا للأخلاق).. تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك) وكذلك النظام الاجتماعي، يحقق إقامة الأسرة على أساس متين من الترابط والألفة ويحفظ كيانها المقدس، وهكذا نجد في هذا الدين القويم كل النظم التي يحتاجها الفرد والأسرة والمجتمع والأمة، لتقوم الحياة على أسس كريمة مستقرة، تعمر الكون كما أراد الله له، ومتى ما كان المجتمع مطبقاً هذه الشريعة الربانية بحدودها الشرعية، كان أكثر قوة وتماسكاً وديمومة قال تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ...} الآية..

هذه ديباجة لما نحن بصدد تناوله في هذه المقالة الخاطفة. المملكة العربية السعودية بكل فخر، تكاد تكون الدولة الوحيدة - في هذا العصر- على هذه الأرض، التي تطبق شرع الله كما أراد، قامت على نهج شرعي دستوره الكتاب والسنة، منذ أن وحد كيانها المؤسس - طيب الله ثراه - وحتى يومنا هذا، يؤكد عليه قادتها الشرفاء الأقوياء، وعلى إثره، تزداد قوة إلى قوتها، حتى باتت مضرب المثل، لست مغال إذا قلت إن مصدر عز هذه الدولة، وحفظ الله لكيانها وبعدها عن القلاقل والمحن، هو بسبب إقامة الحدود الشرعية، نعم هذه البلاد تزداد تمكيناً بفضل الله ثم بإقامة هذه الحدود، يا رعاكم الله، ألا تشعرون بالارتياح النفسي عند سماع بيان وزارة الداخلية بين الفينة والأخرى، يعلن فيه تنفيذ حد القصاص في أحد الجناة، أو بمجموعة جناة مفسدين، الله أكبر ما أعظمك من دولة تقيم حدود الله، مستجيبة لنداء الحق {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أوليْ الأَلْبَابِ} نقول ونحن مطمئنون.

المملكة ولله الحمد، تمثل الإسلام الصحيح النقي البعيد عن الغلو والتطرف وكراهية الغير، ولما كان أمنها واستقرارها ورغد عيشها، علامة مضيئة في جبين قادتها وشعبها وكل مسلم حقيقي في مشارق الأرض ومغاربها يفد إليها إما حاجاً أو معتمراً ويشاهد العناية غير المسبوقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، لا بد أن يفخر ويفاخر بها، باعتبارها حارسة شرع الله ومطبقة لحدوده، لا تأخذها به لومة لائم، وكل مسلم سليم العقيدة وطأت قدماه هذه الأرض، يدرك أن حدود الله مهما عظمت تقام على الصغير والكبير، الشريف والوضيع، المواطن والمقيم على حد سواء لا فرق بينهم، فالجميع أمام الميزان الشرعي واحد، وتطبيق حدود الله وخاصة تنفيذ حد القصاص بالجناة، يكدر صفو الآخر ومن يعيش القلاقل والثورات ويريد تغطيتها، بنقلها لهذه البلاد، لكن حكومتنا الرشيدة بإيمانها القوي بمبادئها ومنهجها التي قامت عليه وارتضته، لا تعير مثل هذه الترهات ولا تقيم لها وزناً، وهي ماضية في منهجها الفريد، في تطبيق شرع الله، غير ملتفتة لرغبات لا تتوافق مع منهجها الذي قامت وارتكزت عليه، بقي القول إن قوة المملكة وتمكينها في الأرض، سببه- والله أعلم - تحكيم شرع الله المطهر وإقامة حدوده العادلة، وخاصة حد (القصاص) لما فيه ضبط مسار الحياة واستقرارها، تتعاهد هذا الشأن، لا يضرها من ضل، وستبقى بحول الله عزيزة مظفرة... ودام عزك يا وطن.

dr-al-jwair@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة