Friday 11/11/2011/2011 Issue 14288

 14288 الجمعة 15 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

      

موظف في منصب مرموق تصادم مع مديره بسبب تقصير ما فأغلظ مديره له بالقول فما كان منه إلا أن قدّم استقالته!

وهذا أب اكتشف أن ولده قد ابتلي بالتدخين فما كان منه إلا أن طرده من المنزل!

وثالث تهكم عليه زملاؤه في العمل فما كان منه إلا أن أحضر سلاحه وأطلق النار عليهم فأرداهم قتلى!

المتأمل في أحوال أبطال المواقف الماضية يجد أنهم اقتصروا على بديل واحد فقط ولم يجتهدوا في إيجاد بدائل وصناعة حلول متنوعة! إنما كان حلا واحدا وطريقا وعراً، فهل عدِمَ الثلاثةُ حلولا أكثر رحابة؟ وهل كان اختيارهم هو البديل الوحيد عندهم؟ أبدا، بل كانت هناك بدائل أكثر صحة وأكثر إيجابية وأجمل نتائج وأقل جهداً ولكنهم حرموا أنفسهم منها.

فالموظف كان بإمكانه تلطيف الأجواء والحديث بلغة متحضرة حازمة مع هذا المدير عن انزعاجه من تصرفه أو أن يطلب نقلا إلى إدارة أخرى، والأب كان من الأحرى توجيه الشاب أو حتى معاقبته عقابا مناسبا، وأما الثالث والذي لم ير حلا سوى إنهاء حياة زملائه وكذلك حياته! فقد كان هناك ألف حل وحل أمامه ليس من ضمنها القتل.

ومن القصص التي تؤكد على أن الاختيار الصحيح يصنع الحياة الجميلة ما روي عن رجلين أطلا برأسيهما من قضبان السجن أحدهما نظر إلى الوحل والآخر نظر إلى السماء ونجومها وكواكبها!

وقصة الثلاثة عمال الذين مر عليهم شخص وهم يكسرون حجارة صلبة في أحد مواقع البناء

فسأل الأول: ماذا تفعل ؟

فقال: أكسر الحجارة كما طلب رئيسي

ثم سأل الثاني نفس السؤال فقال: أقص الحجارة بأشكال جميلة ومتناسقة

ثم سأل الثالث فقال: ألا ترى بنفسك، أنا أبني ناطحة سحاب!!!

فرغم أن الثلاثة كانوا يؤدون نفس العمل

إلا أن الأول رأى نفسه عبـداً!

والثاني فنانـاً!

والثالث صاحب طموح وريادة!

وعندما سئل ذلك الشيخ الكبير عن سر الصحة الممتازة التي كان يتمتع بها رغم أن عمره قد جاوز التسعين قال: السر يتمثل في أنني عندما استيقظ من نومي يكون لدي اختياران إما أن أكون سعيدا أو شقيا ودائما ما أختار السعادة وبلا تردد! وأكد هذا المعنى الجميل إبراهام لنكولن بقوله: سيسعد الناس إذا ما صمموا عقولهم على أن يكونوا سعداء وبمعنى آخر أنت الذي ستقرر أن تكون سعيدا أو شقيا!

) فإذا ما أخطأ عليك أحدهم في الطريق فلديك أكثر من خيار غير السب والشتم والضرب!

) وإذا ما تصرف صغيرك بتصرف لم يعجبك فلديك أكثر من خيار غير الدعاء عليه وإهانته!

) وإذا ما أزعجك زميل بتصرف فلديك أكثر من خيار غير قطع العلاقة.

) ومن يفقد مالا أو عزيزا في الحياة فلديه أكثر من خيار غير كثرة النواح والبكاء ولعن الظروف.

) ومن ينتصر فريقه فلديه أكثر من خيار للتعبير عن فرحته غير إيذاء الناس والقيام بتصرفات سخيفة.

) ومن يملك قلما وفكرا وتعذر وصوله للصحافة فلديه أكثر من خيار لبث فكره!

لاتفقد فرصة التفوق بالحياة ولا تسلب نفسك إرادتها وحافظ على نعمة من أعظم النعم واستثمر تلك المنحة التي لم توهب لغيرك من الكائنات،الأسبوع القادم سيكون حديثا موسعا عن نعمة (الاختيار) العظيمة فكن معي.

ومضة قلم:

لا ينتهي المرء عندما يخسر إنما عندما ينسحب!

khalids225@hotmail.com
 

فجر قريب
الأمر بيديك... فأحسن الاختيار
د.خالد بن صالح المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة