Friday 11/11/2011/2011 Issue 14288

 14288 الجمعة 15 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

السلفية مرة أخرى.. والأمير نايف
د. محمد أحمد الجوير

رجوع

 

كتبت مقالاً في عدد هذه الجريدة رقم (14131) بعنوان (السلفية المفترى عليها) على خلفية الأحداث التي جرت في مصر وقت ذاك، وطالت دور العبادة، وخروج أصوات تتهم السلفية والسلفيين بذلك، وتفنيدها من شيخ الأزهر ذاته.. إلى آخر ما جاء في المقال، وفي خضم الأحداث والثورات المتلاحقة في عالمنا العربي والإسلامي، لم تزل الدعوات من غير المدركين والفاهمين لحقيقة السلفية، مستمرة ومتمادية في أطروحاتها السلبية التي تتهم السلفية باعتبارها في نظرهم، وصمة عار! وفكر متطرف يدعو للكراهية والعنف، وأكثر ما طال هذا الاتهام أهل هذه البلاد، رغم وضوح منهجها القائم على الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة، وتصاريح قادتها وعلمائها المعتبرين الصريحة والمعلنة التي تدعو إلى الاعتزاز بهذا المنهج وتؤكد على الالتزام به لا يضرها من ضل، لم يقف هؤلاء الأدعياء عند هذا الحد، بل أضفوا علينا - إما نتيجة الجهل المركب أو المتعمد - لقباً آخر أطلقوا عليه (الوهابية)، ليس من هدف هذه المقالة استعراض الموقف من هذه الدعوات النشاز! ولا التعريف بالسلفية والوهابية، فهذا أمر جلي لا يخفى على من له أدنى بصيرة، بقدر ما هو تسجيل موقف كله ثناء وإعجاب يزجى لخادم السنة الأمير (نايف بن عبدالعزيز) الرجل المؤمن، الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، يصدع بالحق، يا رعاكم الله ماذا يعني قول سموه مؤخراً إن هذه البلاد «سنية سلفية» قامت على هذا المنهج وبقاؤها مرهون بالتمسك به، سموه يعي أن اللقبين مترادفان معناهما ودلالاتهما واحد، لكنه أراد بهذا الكلام ،أن يختصر الطريق على المتربص. عشت مع علماء السلف قرابة أربع سنوات، هي مدة البحث في رسالتي للدكتوراه، وكأني بهذا الرجل «نايف» بفكره وعقليته وقوته في عداد هؤلاء الكوكبة، ينقلنا لعصرهم الذي يمثل قمة العدل والوسطية التي دعا لها ديننا الحنيف، ذكرني بالوزير العباسي (ابن هبيرة) الذي جمع بين السياسة والتدين، كتبت عن الأمير نايف عدة مقالات عبر هذه الجريدة وغيرها كان منها «الأمير نايف خادم السنة»و» الأمير نايف ناصر السنة» و»الأمير نايف الرجل السياسي.. الأمني.. الإعلامي» من باب الثناء على أهل الثناء، هذا الرجل المتزن في نظري، قامة فكرية تمثل قمة الوسطية والاعتدال، تشعر بأبجديات تلك عندما تستمع له وهو يدافع عن الدين وأهله الصالحين، نعم سموه الكريم يسير بحديثه على خطى سياسة هذه البلاد ومنهجها الذي رسمته منذ عهد الؤسس طيب الله ثراه، ماذا يعنى ثلاث مواد من مواد السياسة الإعلامية للمملكة تركز بصراحة متناهية على منهج سلف الأمة والحفاظ على ثوابتها، ماذا يعني انتشار مدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في أرجاء المملكة، وماذا يعني تشريف قادة هذه البلاد وأمراء المناطق المناسبات الدينية بكل فخر واعتزاز، وقبل ذلك الاهتمام غير المسبوق بتوسعة الحرمين الشريفين والعناية بهما وبالحجاج والزوار والمعتمرين.

أن تسمع من غير المسلم أو غير السني وهو يسقط بعض الألقاب المغلوطة - كالوهابية - على أهل السنة على سبيل الذم، فهذا أمر متوقع، لكن أن تسمعه من كاتب أو ضيف قناة فضائية، سني متأثر بثقافة وإعلام الآخر أو يسعى لشهرة زائفة، فهذا الذي يضيق عليك دائرة الاعتذار له، الدولة من خلال المؤسسات الرسمية وغير الرسمية تعقد المؤتمرات والندوات العلمية حول منهج (السلفية) وحول (الوسطية والاعتدال) تريد أن تجلي حقائق الأمور على من التبست عليه من جهة، وتأكيد عقيدة هذه البلاد من جهة أخرى، لكن البعض مصر على طرحه غير المعتدل، لوجود أجندة وأهداف لديه يرمي لتحقيقها، كم كنت راغباً توجيه الدعوات لأولئك الكتاب أصحاب الرؤى والأفكار المتطرفة أوالموجهة، لحضور مثل هذه المؤتمرات والندوات فقط للاستماع لأوراق العمل والمناقشات، لعل الله أن يفتح على بصيرتهم، وأكرر الدعوة لمن أساء فهم السلفية، وبضاعته فيها مزجاة، بأن عليه التوقف! ولا يخوض في بحر لا يحسن السباحة فيه، بقي القول إن الأمير (نايف) خادم السنة وقامع أهل الزيغ والضلال يتمتع بـ(كاريزما) مميزة في صفاته الريادية والقيادية، كرجل دولة من الطراز الأول دون منازع، لك أن تتمعن في خطاباته الثرية بالثقافة والفكر والأدب ورجاحة الرأي وحسن الموقف والرؤية الثاقبة للواقع المعاصر والتحديات، مخزون كامل من الحنكة تجاه مختلف القضايا المعاصرة، قامة تتمتع بحب الجميع دون استثناء، لماذا؟ لأنه يتسم بالإيمان العميق والحرص القوي على العقيدة السلفية وثوابت الشريعة والقيم والمثل الأخلاقية للمملكة وخصوصية رسالتها ومكانتها، ولا غرو أن تشرب سموه هذه الصفات الكريمة، فهو سليل المجد، وهذا الشبل من ذاك الأسد (صقر الجزيرة) طيب الله ثراه.. ودام عزك يا وطن.

dr-al -jwair@ hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة