Saturday 12/11/2011/2011 Issue 14289

 14289 السبت 16 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما يضيق الأفق الفكري لدى الإنسان فإن عقله لا يتسع للآراء التي تختلف عن ميوله وأهدافه وأغراضه وبذلك فإنه لا يستوعب إلا رأيه فقط الذي يعتقد أنه هو الصحيح وأنه على حق أما آراء الآخرين فلا قيمة لها وهو بهذا الفعل لم يدرك أن الرأي عمل ذاتي يقوم به الإنسان بدافع من عقله

إلى التأمل وإلى البحث حتى يصل إلى حكم معرفي يجعله يميز بين الخير والشر أو على أقل تقدير بين الأبيض والأسود، ولأن الجهل في قواعد الحياة وأهدافها جعل كثيرا من الآراء تختلف باختلاف أهواء وأهداف أصحابها، فمنهم من يعتقد بأن آراءهم تمثّل كل الأعمال الإيجابية التي تفيد المجتمع وتساهم في رفعته وتقدمه ورقيه. وإذا أدركنا أن الميادين الفسيحة في الآراء لا تضيق أبداً لأن العاقل المدرك عوّد نفسه وإرادته على التغلب على الدوافع التي تبعده عن الحق وهذا معناه التمسك بالقيم والأهداف النبيلة التي تجمع ولا تفرّق. من هنا جاءت أهمية الرأي في كل كبيرة وصغيرة في حياة البشر تطبيقاً للشرع الحنيف ووصايا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بأقوال الحكماء الذين يؤكدون بأن الرأي الجميل لا يستهان به حتى ولو جاء من رجل بسيط لأن الدرة الرائعة لا يستهان بها لهوان غائصها. فما أحوجنا في هذا العصر إلى الرأي السليم الحصيف الذي يحثنا على اتباع كل الفضائل والقيم ويساهم في وحدة الكلمة وتحقيق الأهداف ويبعدنا عن التمرد على الواقع والخوض في أمور لا طائل منها.

إن المجتمع الراقي هو من تتوحّد فيه الأفكار والآراء لأن في ذلك مصلحة عظيمة وتمسّكا بالالتزامات الأخلاقية المستمدة من الدين الحنيف. يكفي هذا المجتمع ما عاناه من غفلة حضارية وتشتت في الآراء.

 

الرأي الحصيف ووحدة الكلمة
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة